لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

قانون المعمودية

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

الفصل السادس عشر

 

قانون المعمودية

نلقى نظره على الإرسالية التي أعطاها الرب يسوع لتلاميذه ( مت 28).

1- الوقت الذي أُعطيت فيه هذه الإرسالية:

لقد كانت هذه الإرسالية بعد الصليب وإتمام عمل الفداء وانتصار القيامة. الأمر الذي أشبع قلب الله تماماً.

2- الشخص الذي أعطى الإرسالية:

إنه رب المجد الذي قال: "أنا حي وكنت ميتاً، وها أنا حي إلى أبد الآبدين". هو الشخص الذي أُعطى من الآب اسماً فوق كل اسم وهو يعرف كل شي وله القدرة على تنفيذ كل شيء في كل مكان وفي نفس الوقت بدون تغير. هناك إرساليات كثيرة أعطاها الإنسان ولكنها فشلت في إتمامها لنقص القوه في تنفيذها، ولكن ليس هذا هو الحال في هذه الإرسالية، فهو الذي خططها وهو يملك القوه لإتمامها.

 

3- الأفراد الذين أعطيت إليهم هذه الإرسالية:

أُعطيت هذه الإرسالية للتلاميذ الذين عرفوه وسمعوا التعاليم الرائعة ورأوا معجزاته العجيبة. أُعطيت للتلاميذ الذين اختارهم وعرفهم وأحبهم وشاركوه رفضه وشاهدوا موته، والآن هم شهود لقيامته.

4- الإرسالية التي أُعطيت:

و هي تتكون من ثلاثة أشياء: تلمذوا، عمدوا، علموا:

  1. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم: إن سفر الأعمال يصف لنا كيف نفذ المؤمنون الأوائل إرسالية الرب التي أعطاهم إياها. وعندما حدث الاضطهاد ضد الكنيسة في أورشليم، تفرق التلاميذ والمؤمنون، ولكنهم حملوا الإنجيل معهم؛ البعض إلى فينيقية، والبعض إلى قبرص، والبعض الآخر إلى إنطاكية.. ونقرأ في (أع 19:11-21) أن عدداً كبيراً آمن بالرب، كما أن الكنيسة قد تكونت في إنطاكية. واستخدم الله بولس وبرنابا في بناء المؤمنين، وتمم الشهادة في هذه المدينة. ومن هذه الكنيسة خرج بولس وبرنابا لعمل الرب في رحلات تبشيرية. ونتيجة لتلك الرحلات آمن كثيرون وأصبحوا تلاميذ من كل الأمم.

  2. وعمدوهم: أي يعمدوا الذين آمنوا وتتلمذوا من خلال عمل قوه الروح القدس، وأيضاً اعتمدوا باسم الآب والابن والروح القدس. وهنا تتأكد حقيقة التثليث للإله الأزلي، لأن كل من الآب والابن والروح القدس قد اتحدوا في أمر فداء البشرية الساقطة.. الآب في محبته المطلقة قدم ابنه الحبيب، والذي بدورة قدم نفسه ذبيحة على الصليب، والروح القدس أُرسل بواسطة الآب والابن لكي يقنع الناس ويقودهم لقبول المسيح كالمخلص ويسكن فيهم ويمنحهم طبيعة إلهيه لكي يقدروا بها أن يعيشوا الحياة المسيحية.

3. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به: التلاميذ الذين تجددوا، تعمدوا باسم الثالوث، والآن هم يتعلمون تعاليم الرب يسوع. ونرى في سفر الأعمال أن التلاميذ كانوا يتعلمون الكلمة.*

وهنا نلاحظ أن عمل المبشر لا ينتهي عندما يربح النفوس للمسيح، ولكن عليه أن يطلعهم بأمر المعمودية والحقائق المسيحية لكي يتأصلوا في الإيمان وينموا في النعمة في معرفة ربهم ومخلصهم.

5- الوعد مع الإرسالية:

"وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت20:28). إن حضور الرب المتواصل هو الضمان الصحيح إلى انقضاء الدهر، وأيضاً في (مر 20:16) "وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم". وهكذا الرب يَصدُق في جميع مواعيده قائلاً "لا أهملك ولا أتركك" (عب 5:13). وعلى هذا، فيمكن عندما نعمد شخصاً مؤمناً أن نستعمل هذه العبارة: "بسلطان الرب يسوع إني أعمدك باسم الآب و الابن و الروح القدس".

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة