ملاحظات على كيفيه ممارسة المعمودية |
الفصل الثالث عشر
ملاحظات على كيفيه ممارسه المعمودية
أن تتم المعمودية بالماء؛ هذا ما قاله الرسول بطرس متسائلاً حينما حل الروح القدس على كرنيليوس والذين كانوا في بيته " أتُرى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضاً؟ وأمر أن يعتمدوا باسم الرب" (أع47:10-48).
فيقول أين عمد الرسول بطرس كل هؤلاء؟ كيف كانت المعمودية بالتغطيس بينما لا يحدثنا الكتاب عن وجود أنهار في أورشليم؟ وللإجابة نقول: إن كان الروح القدس قد استخدم بطرس في الأقوال التي نطق بها في نفس الإصحاح، والتي من خلالها تعامل الله مع الآلاف، إلا أنه لا بد أن يكون الروح قد استخدم الرسل والتلاميذ المذكورين في الإصحاح الأول من سفر الأعمال، في المشاركة في معمودية هؤلاء، وعددهم مائة وعشرون تلميذاً. أما من جهة المياه في أورشليم فهي كثيرة، ورغم أنه لا يوجد أنهار فيها، لكن ينابيع المياه فيها كثيرة، مما يسمح بمعمودية ثلاثة آلاف نفس. ومن ضمن هذه الينابيع:
لذلك فمن الممكن أن يعتمد الثلاثة آلاف في البِرَك لأنها قريبة من مكان تواجدهم ومنتشرة حول أورشليم وفي وسطها. وإن كان لم يُذكر المكان ولا الكيفية التي اعتمد بها هؤلاء، فلا نستبعد أن يكونوا قد ذهبوا إلى نهر الأردن واعتمدوا هناك كما حدث في أيام المعمدان، حيث أن" أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن" قد ذهبوا ليعتمدوا منه في نهر الأردن. كما أننا لايمكن أن نثبت أن جميعهم عُمِّدوا يوم الخمسين.يجب أن نتذكر أن المعمودية هي دفن، والشيء الضروري في الدفن هو أن الشخص "يغيب عن النظر" وإلا فلا يسمى دفن. فنحن لا ندفن جثة بوضع قليل من التراب فوقها، وكذلك لا نعمد شخصاً بوضع قطرات من الماء عليه. الرب يسوع نفسه نزل إلى داخل ماء الأردن ليعتمد، والكلمة نفسها "معمودية"، والتي ترجمت من اليونانية " Baptize"، تعنى التغطيس أو الغمر. ومن هنا نستطيع أن نقول أن فكره الرش غريبة عن الكتاب المقدس. كما أن المعمودية تُمارَس بالتغطيس مرة واحدة باسم الآب والابن والروح القدس (مت 19:28)، وليس ثلاث مرات - كل مرة باسم أقنوم - الأمر الذي لم يُذكر في الكتاب المقدس، كما أن الرسل كانوا يعمدون المؤمنين بتغطيس المُعمَّد مرة واحدة باسم الآب والابن والروح القدس (أع38:2، 16:8، 5:19)، ولم يذكر ضرورة التغطيس ثلاث مرات، لأن الآب والابن والروح القدس هم الله الواحد. لذلك فإن غطسة واحدة تكفي، حيث أن المعمودية دليل واعلان خارجى لتغيير داخلي، وهذا التغيير الداخلي يقوم به الثالوث مرة واحدة وليس ثلاث مرات. مع انه عمل الآب (2تى8:1-9)، وعمل الإبن (مت21:1)، وعمل الروح القدس (يو 5:3).إن الذين اعتقدوا أن عملية العماد يجب أن تتم بالتغطيس ثلاث مرات، قد بنوا هذا الفكر على اساس آمرين، هما: الأول: إن أقانيم اللاهوت - الذي به يتم العماد - ثلاثة. الثاني: إن الأيام التي قضاها المسيح في القبر ثلاثة، أو لأن المعمودية تكلمنا عن موت المسيح ودفنه لذلك يغطس المعتمد ثلاث مرات. لكن وإن كان اللاهوت أقانيم ثلاثة، لكن إله واحد، ولهذا نحن لا نعمد "بأسماء الآب والابن والروح القدس"، بل "باسم الآب والابن والروح القدس". ومع أن المسيح قضى أياماً ثلاثة وليال ثلاثة في القبر، لكنه دفن مرة واحدة ولم يدفن ثلاث مرات، وعليه فإن التغطيس مرة واحدة هو الذي يتوافق مع فكر الكتاب المقدس. مختصر القول: يجب أن يعتمد المؤمن بالتغطيس في الماء، والدليل على ذلك:
الكلمة اليونانية المستخدمة: ويقول في ذلك الكثير من رجال الله: رغم أنهم لم يمارسوا المعمودية بالتغطيس، من أمثال: 1- ستانلي الذي قال: "لا نقاش في مسألة شكل المعمودية. إنها نفس معنى الكلمة، وهي التغطيس الكامل أو الغمر الكامل في مياه المعمودية. 2- ولقد قال مارتن لوثر أيضاً: "إني أريد أن كل الذين يعتمدون، يغطسون تماماً أو يُغمرون بالماء لأن كلمه المعمودية تعنى ذلك. 3- وقد قال جون كلفن أيضاً: "إن كلمة يعمِّد معناها في الأصل يغمر، أي التغطيس". 4- وأما جون وِسلى فقال: "إن التغطيس العملي يتم بالمعمودية". ولقد كان يرفض أن يشترك أحد على مائدة الرب ما لم يكن معتمداً.
إن الوسيلة المطلوبة هي الماء؛
الوسيلة المستخدمة هي التغطيس أو الغمر
الرمز المستعمل لإعطاء الايضاح (رو3:6-6). ونفس هذه الصورة واردة في (كو12:2): " مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم ايضاً معه بإيمان عمل الله، الذي أقامه من الأموات". وفي سفر يشوع (ص4)، نرى الحجارة التي دُفنت في النهر إشارة إلى اتحادنا بالمسيح في موته، وأما الاثنا عشر حجراً التي نصبت في أرض الموعد فهي إشارة إلى قيامة المؤمن مع المسيح.وهكذا من معنى كلمة المعمودية في اللغة اليونانية، وبالوسيلة المطلوبة وهي الماء، وبالوسيلة المستخدمة وهي الغمر، وبالرمز المُعَبِّر وهو الدفن.. يمكن أن نصل إلى النتيجة الأكيدة وهي أن الكيفية الكتابية للمعمودية هي التغطيس في الماء.
|