جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

الصفحة الرئيسية : تفاسير : نشيد الأنشاد : ص 7، آية 5

خمائل الطيب: تفسير نشيد الأنشاد

ص 7، آية 5

5-"رأسك عليك مثل الكرمل وشعر رأسك كأرجوان. ملك قد أسر بالخصل".

يشار بالرأس هنا إلى الذهن المستنير وإلى الفهم الروحي. لقد كانت طلبة الرسول بولس لأجل القديسين في أفسس هي ان يعطيهم إله ربنا يسوع المسيح "روح الحكمة والإعلان في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين" (أف1) إذا "ان كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له"(يع1: 5).

*     *     *

كما يشار بالكرمل في الكتاب إلى الثمر والبهاء والجمال "بهاء كرمل"(أش35: 1و2) أي ان شعب الرب الأرضي في يومه سيكون متوجا بالخير والبركة فهم سيتمتعون بكل بركة أرضية في بلاد عمانوئيل، ولكن مهما تكن بركاتهم وفيرة ومجيدة، فأنها ليست شيئا بالمقابلة مع بركات الكنيسة ولو أنها سائحة وغربية في هذا العالم "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السمويات في المسيح"(أف1: 3):"بكل بركة روحية" فليست تنقصنا أية بركة، ثم هي بركات روحية توافق طبيعتنا الجديدة. "في السمويات" أي في دوائر المجد العلوية،فليست في الأرض ولا من الأرض نظير بركات الشعب الأرضي في أرض كنعان. "في المسيح" أي عن طريقه وبواسطته ومرتبطة به. أنها أمور سماوية لا شبيه لها الأرض، ولا يفوقها إلا شخصه المبارك إذ هو "عطية الله التي لا يعبر عنها" ولا يسعنا إلا ان نسجد ونتعبد.

               بحبك السامي لقد            وهبنا كل البركات

               لكن شخصك لنا             أثمن من كل الهبات

*     *     *

"شعر رأسك كأرجوان. ملك قد أسر بالخصل" الأرجوان هو رمز الملكية والجلال. والعروس في هذه الأعداد ترى بجملتها _من الرجلين إلى الرأس في جمال فائق. أنها كاملة لا عيب فيها لأنها فيه "بلا لوم قدامه في المحبة". وجميل ان نقرأ هنا "ملك قد أسر بالخصل" أي ان مفاتنها اجتذبته وغمرته. جمالها الذي خلعه عليها، هو الذي سباه، له المجد "كلها مجد ابنه الملك في خدرها. منسوجة بذهب ملابسها. بملابس مطرزة تحضر إلى الملك"(مز45: 13و14).

لقد أتى ربنا يسوع إلى أرضنا هذه "أخلى نفسه آخذا صورة عبد" لقد جاء "ليس ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين". ان محبته لخاصته هي التي أسرته إلى هذا الحد. وخليق بالعروس ان تتمثل به في هذه الصفة المباركة. أنه مجد لنا ان نتحلى بالخضوع والطاعة له إذ ليس شيء يجتذب قلب الرب وعواطفه إلينا نظير خضوع وطاعة قلوبنا له كرأسنا المبارك. عندئذ نرى الملك _ملك الملوك كمن قد "أسر بالخصل". . "لان الرب اختار صهيون اشتهاها مسكنا له. هذه هي راحتي إلى الأبد ههنا أسكن لأني اشتهيتها"(مز132: 13و14) "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي. . .وإليه نأتي وعنده نصنع منـزلا"(يو14:21و23).

*     *     *