جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

الصفحة الرئيسية : تفاسير : نشيد الأنشاد : ص 6، آية 6 و7

خمائل الطيب: تفسير نشيد الأنشاد

ص 6، آية 6 و7

"شعرك كقطيع المعز الرابض في جلعاد" 6-"أسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل اللواتي كل واحد متئم وليس فيها عقيم" 7-"كفلقة رمانة خدك تحت نقابك"

لقد وردت كل هذه التعبيرات مرة في الإصحاح الرابع من هذا السفر، وها هي تتكرر هنا، ونحن نعلم ان الروح القدس لا يكرر الأقوال عبثا. أذن فلماذا هذا التكرار؟ أنه بعد ان وجه العريس هذه الأقوال عينها للعروس في الإصحاح الرابع، حدث أنها _أي العروس_ تحولت عن عريسها إذ فضلت راحتها وملذاتها عليه، ولم تبال بنداءاته الرقيقة المتكررة إليها "افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان رأسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل، ولكنها عوض ان تقوم وتفتح له تقول "أنا نائمة. . . قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه. قد غسلت رجليّ فكيف أوسخهما؟" وهل يوجد أشر من هذه الحالة _ حالة عدم المبالاة بالحبيب وبكلمات محبته ونعمته هذه؟ ولكن شكرا للرب الطيب فأنه بوسائله المتنوعة قد رد نفسها إليه وشركتها معه ردا صحيحا وكاملا حتى استطاعت ان تقول "أنا لحبيبي وحبيبي لي" وهوذا العريس في نعمته ومحبته يؤكد لها بأنه باق على عهد محبته الذي لا يتغير "محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" (أر31: 3) "إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى" (يو13: 1) لذا يكرر الرب لعروسه نفس العبارات التي قالها لها قبل ضلالها وتحولها عنه ليؤكد لها ان تقديره لها ولجمالها لا يزال هو هو، ومع أنه لا يذكر لها شيئا عن ضلالها، فان في تكرار هذه التعبيرات الدالة على ثبات تقديره  لا وإعجابه بها، تأثيرا على قلبها أكثر من ذي قبل، فان الظروف التي تكررت فيها نـزيد في قيمتها أضعافا، وبهذا نرى ان الروح القدس يستخدم ذات التعبير الواحد أكثر من مرة حينما يكون في تكراره مجد المسيح وبركة نفوسنا.

*     *     *