جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

الصفحة الرئيسية : تفاسير : نشيد الأنشاد : ص 4، آية 11

خمائل الطيب: تفسير نشيد الأنشاد

ص 4، آية 11

11-"شفتاك يا عروس تقتران شهدا. تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان".

ان الشهد والعسل هما ثمرة المثابرة على العمل في صبر كثير وجهاد متواصل، فالنحلة تنتقل من زهرة إلى زهرة لتمتص ما فيها من حلاوة حتى تمتلئ منها فتستطيع ان تجود بالشهد لتغذية وإشباع الغير، وما أحوجنا إلى التغذي بالمسيح وبكلمته "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى" ما أحوجنا إلى المثابرة في درس كلمة الله بصبر وتدقيق حتى يتسنى لنا ان نختزنها في داخلنا ومن ثم تفيض قلوبنا بكلام صالح لمسرة قلب المسيح ولكي يعطي كلامنا نعمة للسامعين. ان الرب يصغي باستمرار إلى ما تنطق به شفاهنا "حينئذ كلم متقو الرب واحدة قريبة والرب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمفكرين في اسمه"(ملا3: 16).

*     *     *

ان كان ما يحدثنا الرب به في كلمته هو "أحلى من العسل وقطر الشهاد"(مز19: 10) فان كلماتنا إليه _ في الصلاة والسجود والتسبيح _ حلوة كالشهد ومشبعة لقلبه كالعسل واللبن لذا يناجينا "أسمعيني صوتك. . . لان صوتك لطيف"(ص2: 14). يا لها من نعمة فائقة فأننا نحن الذين كان ينطبق علينا هذا القول "سم الاصلال تحت شفاههم"(رو3: 13) قد اغتسلنا بدم المسيح وصارت لنا الشفاه النقية التي تنطق بتسابيح الرب، فلنحرص إذن على ان تكون أقوال شفاهنا مرضية أمامه، وعلى ان يكون كلامنا كل حين بنعمة "صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين"(أف4: 29، كو4: 6) ليتنا نحرص على ان تقطر شفاهنا دائما كلام شفقة وحلم ووداعة وحق وإيمان ومحبة ورجاء.

*     *     *

"ورائحة ثيابك كرائحة لبنان" ان الثياب تشير إلى الصورة الخارجية _ إلى عوا ئدنا وطرقنا وعلاقاتنا الظاهرة أمام الآخرين وثياب العروس لها رائحة منعشة كثياب عريسها الملك نفسه (مز45: 8) فرائحة ثياب العروس كرائحة "لبنان" العالي والمرتفع، أي ان حياتها الظاهرة أمام الغير هي حياة السمو والارتفاع الروحي أو بالحري حياة سماوية وتختلف كل الاختلاف عن حياة الغير، إذ وصلت روحيا إلى سمو أعلى وأرفع من مستوى هذا العالم، وهذا ما جعلها محببة إلى قلب المسيح، وهو له المجد يريدنا ان نبدو في شهادتنا العملية أمام العالم كأناس سماويين لنا رائحة عطرية "كرائحة لبنان" لأننا لسنا من العالم، كم ان سيدنا ليس من هذا العالم.

*     *     *