لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

 معنى ما جاء في (يع5: 14  - 16)

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

من المهم أيضاً أن نقول كلمة عن هذه الأقوال التي كثيراً ما أسيء فهمها وتفسيرها. فنحن إذا قرأنا الفصل بإمعان نجد أنه لا يرتبط "بمواهب الشفاء" المذكورة في (1كو12). فمن القرينة نفهم أن (يع5: 14، 15) يتكلم عن حياة البر العملي بالارتباط مع معاملات الله التأديبية للمؤمنين وهذا يتمشى مع الصفة المميزة للرسالة كلها أيضاً. نقرأ في (اي36: 7) أن الله لا يحول عينيه عن البار. والأعداد التالية في (أي36: 11- 16) ترينا بوضوح أنه نتيجة لذلك يرسل الله التأديب إلى الشخص الذي ينحرف لكي يقوده الله إلى فحص نفسه فيرجع عن خطاياه. وهكذا أيضاً فمن قرينة الكلام في رسالة يعقوب نرى أنه يتكلم عن الأمراض التي هي نتيجة خطية ما. فيرسل الله المرض كتأديب لمؤمن لم يتواضع إزاء خطيته حتى يمتحن نفسه ويرجع إلى الله (في حالة الخطية التي ليست للموت- 1يو5: 16) فيعود الله ويرحمه ويرضى عليه. والله قد أعطى سلطان غفران الخطايا، فيما يخص معاملات الله التأديبية هنا على الأرض، للكنيسة (مت18: 18، 2كو2: 7- 10) بل ولجميع التلاميذ أيضاً في حالات خاصة (يو20: 23).

فالمريض الذي يشعر أن مرضه بسبب خطية معينة، كان عليه أن يطلب شيوخ الكنيسة باعتبارهم المعينين من الله للنطق بهذا الغفران السياسي، أي فيما يختص بمعاملاته القضائية مع أولاده هنا على الأرض، فهم كشيوخ لهم الاختبار والتدريب والتمييز الروحي لمعرفة فكر الرب في مثل هذه الظروف ولنلاحظ أنه لم يكن بين اليهود أو في مجامع اليهود شيوخ معيَّنون رسمياً، بل إن أكبر الإخوة سناً كانوا هم الشيوخ بالنسبة للأمور الروحية. كما أنه لا يجوز الآن تعيين شيوخ لأنه لا يوجد من له سلطة التعيين (أعني الرسل)، ولأننا لسنا الكنيسة بمعنى الكلمة، بل جماعة صغيرة منها فقط.

لكن لا مشكلة في هذا، فالاعتراف بالزلات المذكورة في (ع16) والصلاة بعضنا لأجل بعض هما أمران مباركان، وبوسعنا نحن- حتى في وقتنا هذا- أن نمارسها "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا". وبالارتباط مع ما جاء في (ع14) يمكن الآن للمريض أن يدعو الإخوة الذين لهم صفة شيوخ الكنيسة ويعترف أمامهم بخطاياه التي سببت له المرض كحكم تأديب من الله عليه، ويطلب منهم الصلاة لأجله ومعه لكي يشفيه الرب. فإذا كانت صلاته وصلاة هؤلاء الإخوة صلاة إيمان يشفيه الرب.

ومن الأهمية أن نلاحظ هنا أن يعقوب لم يجعل الشفاء معتمداً على الشيوخ ومركزهم، ولا على الزيت المستخدم في الدهن، بل على الصلاة الإيمان. ولا مجال هنا للظن بأن الله يجوز أن يشفي أو لا يشفي، فما دام المؤمن المريض قد وصل إلى حالة الانكسار التام والتذلل، واعترف بخطاياه بعد أن أدرك أن مرضه كان تأديباً له من الله، فإنه يستطيع أن يتأكد تماماً بأن الله سيشفيه. وكذلك الشيوخ إذ يُصلون بإيمان بعد أن يتيقنوا أن الله قد وصل إلى غرضه من التأديب، وأن هذا المرض ليس للموت (1يو5: 16، 17) (وهذا يكون ممكناً فقط إذا حصلوا على هذا الإيمان عن طريق الشركة مع الرب) وتيقنوا أن الله يريد أن يمنح الشفاء لهذا الأخ المريض، فإنه يكون لديهم التأكيد أن الله سيشفيه.

وهذا يختلف تماماً عن الشفاء الذي يحدث اليوم بواسطة هؤلاء المدَّعين. وبالإضافة إلى ذلك علينا أن نفهم أيضاً أن رسالة يعقوب رسالة انتقالية، وهي الوحيدة في العهد الجديد الموجهة إلى الاثني عشر سبطاً، ولو أنها تميّز المؤمنين عن باقي الشعب.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.