لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

الرب راعي

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ هاملتون سميث

منشورات بيت عنيا

البركات التي ينعم بها من يتبع المسيح

          إنه يعرف خرافه

          يُحصيهم ويدعوهم بأسماء

ويذهب أمامها

          وهم يتبعونه حسبما يقودهم، في الغمر أو في اللُهب.

*        *        *

يكشف أمامنا المزمور الثالث والعشرون بركات من يسلك في هذا العالم، مع الرب يسوع باعتباره راعيه.

          وهذا المزمور يرتبط تماماً بالمزمور الذي يليه. فهذه المزامير الثلاثة لها جمال رائع، وقيمة عظيمة، لأننا نرى في كل منها المسيح وهو الموضوع الرئيسي. فمزمور22 يستحضر الرب يسوع كالذبيحة المقدسة، وهو يُقدّم نفسه بلا عيب لله، على الصليب، لكي يُواجه قداسة الله، ويضمن سلامة خرافه.

          ومزمور23 يستحضر الرب يسوع كالراعي الذي يقود خرافه في برية العالم.

          ومزمور24 يستحضر الرب يسوع كالملك- رب الجنود- الذي يأتي بشعبه إلى مجد الملكوت.

          ويستهل المزمور بهذه الجملة الرائعة: "الرب راعيَّ". إن كل مؤمن يمكنه أن يقول "الرب مُخلّصي"، ولكن هل جميعنا نخضع لقيادته، حتى أن كُلّ منا يمكنه أن يقول "الرب راعيّ"؟. لقد أخبرنا أنه هو "الراعي"، ولكن هل يستطيع كل واحد منا أن يقول له: أنت "راعيَّ". إننا لسنا فقط نقبله كمُخلّصنا الذي مات لأجلنا كي يُخلّصنا من خطايانا. بل أيضاً نخضع له كراعينا الذي يقودنا إلى بيته من خلال كل الصعوبات التي تواجهنا.

          إذا تصورنا للحظة أن هناك قطيعاً من الغنم بدون راعي. فلا بد أن يكونوا في عوز، وفي غباوة، وفي ضعف، وفي خوف كذلك. وإذا تُرِكوا لأنفسهم لكي يسيروا في هذه البرية فماذا نتوقع لهم؟ إنهم كمخلوقات معتازة فإنهم يجوعون حالاً، وكأغبياء فإنهم يضلون الطريق، وكضعفاء فإنهم يَكّلون ويتساقطون في الطريق، ولكونهم جُبناء فإنهم يهربون من أمام الذئب ويتشتتون.

          ولكن بالمباينة مع تلك الصورة، ماذا يحدث لو أن القطيع سار في الطريق بقيادة الراعي؟. لو أن الخراف جاعت، فإن الراعي يقودها إلى المراعي الخضراء، وفي غباوتها فإن الراعي يحفظ مسيرتهم، وفي ضعفهم فإنه يقودهم برفق وحنان ويحمل الرضعان، وأما في جُبنهم فهو يسير أمامهم ليقودهم في الوديان الشاقة ويحميهم من كل عدو متربص لهم.

          فمن الواضح إذن، أن قطيع بلا راعي معناه أن كل شيء يعتمد عليهم، وهذا يؤدي بالضرورة إلى كارثة محققة. ومن الواضح كذلك أن الراعي إذا تقدم القطيع، وتبعه الخراف فهذا معناه الأمان في الطريق مع التمتع بكل البركات.

          وهذه هي الصورة التي تُمثّل حقاً رحلة المسيحي في هذا العالم، ألم يقل الرب أنه هو "راعي الخراف" الذي "يدعو خرافه الخاصة بأسماء"، وأنه "يتقدّم أمامها والخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته" (يوحنا10: 2-4). 

         ويضع أمامنا مزمور23 تلك البركات لهذا الراعي الذي يتقدّم الخراف، وهي تتبعه، ويا للأسف فإننا في ثقتنا بذواتنا، أحياناً نتقدّم أمام الراعي، أو أننا نتكاسل نسير متباطئين خلفه. ولكن يا لها من نعمة تتوفر في هذين الشرطين- فالراعي يقودنا في الطريق ونحن نتبعه- إننا نستطيع أن نعتمد على مؤازرة الراعي للخراف عندما نتواجه أمام كل صعوبة.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.