لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

ناظرين إلى يسوع

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

ثلاث كلمات فقط، ولكن فيها سر الحياة كلها.

ناظرين إلى يسوع

في الكتاب المقدس،

 لنتعلم عن شخصه، وما عمله، وما يمنحه، وما يريده. لنعرف صفاته كنموذج لنا، وتعاليمه كإرشاد لنا، ووصاياه كقانون حياتنا. ففي وعوده لنا العون، وفي شخصه وعمله الكفاية لكل حاجات نفوسنا.

ناظرين إلى يسوع

مصلوبا ،

لنجد في دمه المسفوك فداء وغفرانا وسلاما .

ناظرين إلى يسوع

مقاما من بين الأموات،

لنجد فيه البر الحقيقي الذي يجعلنا أبرارا ، ويسمح لنا، بالرغم من عدم استحقاقنا أن نقترب بثقة، باسمه إلى الله الآب أبيه وأبينا، إلهه وإلهنا.

ناظرين إلى يسوع

ممجدا ،

لنجد فيه الشفيع السماوي، الذي يضيف إلى عمله الفدائي عمله الشفاعي (1يوحنا1:2) . والذي الآن يظهر أمام وجه الله لأجلنا (عبرانيين24:9) .. الكاهن الملك، البديل الظاهر، في كل حين يعيننا.

ناظرين إلى يسوع

معلنا لنا بالروح القدس،

لنجد في الشركة المستمرة معه تطهيرا لقلوبنا من الخطية، ونورا لأرواحنا، وتغييرا وتجديدا لإرادتنا. فبه نستطيع أن ننتصر على هجمات الشرير وشهوات العالم، فنصمد أمامهم بقوة يسوع ونتغلب على خداعهم بحكمة يسوع، يعضدنا حنان يسوع الذي جاز في التجارب فننتصر بانتصاره.

ناظرين إلى يسوع

الذي يمنح التوبة،

كما يمنح الغفران (أعمال31:5) ، لأنه يعطينا نعمة لن درك ذنوبنا فنكرهها، ونعترف بها ونتركها.

ناظرين إلى يسوع

لننال منه المسئولية وحمل الصليب،

كما ننال نعمة كافية لحمل الصليب وتتميم المسئولية، النعمة التي تمنحنا صبرا من صبره هو، ونشاطا من نشاطه، فنحب بمحبته، ولا نسأل أبدا : ماذا أستطيع أنا أن أعمل؟ بل نسأل: هل هناك شئ لا يستطيعه هو؟ فننتظر قوته التي « في الضعف تكمل » (2كورنثوس9:12) .

ناظرين إلى يسوع

لننسى ذواتنا،

فيهرب الظلام الذي فينا أمام نور وجهه، فتكون أفراحنا مقدسة وأحزاننا ضئيلة، فننحني لكي يرفعنا هو. يجيزنا في آلام لكنه يعزينا، يحرمنا من أشياء ليغنينا الغنى الحقيقي، يعلمنا أن نصلى ويستجيب صلاتنا .. يتركنا في هذا العالم ليعلمنا الانفصال عن العالم، لتكون حياتنا مستترة معه في الله، وسلوكنا يشهد له أمام الناس.

ناظرين إلى يسوع

الذي مضى إلى بيت الآب،

لي ع د لنا مكانا ، ليجعلنا هذا الرجاء المفرح نعيش عليه. وليجهزنا لكي نواجه الموت بدون خوف، حين نواجه هذا العدو الأخير (أي الموت) الذي انتصر هو عليه، وبن صرته سننتصر نحن. وبذلك يصبح ملك الأهوال سبيلا لسعادة أبدية.

ناظرين إلى يسوع

الذي لابد أن يعود،

في وقت لا نعرفه، والذي رجوعه كان على مر الأجيال رجاء الكنيسة الحقيقي. فشجعها ذلك على الصبر والانتظار والفرح، إذ ندرك أن الرب قريب (فيلبى4:4،5 1تسالونيكى23:5).

ناظرين إلى يسوع

رئيس إيماننا ومكمله،

الذي هو المثال والمصدر والهدف، والذي يسير أمام المؤمنين من أول خطوة إلى آخر خطوة. فبه ينشأ إيماننا وبه يتقوى ويستمر إلى النصرة النهائية المجيدة.

ناظرين إلى يسوع

وليس إلى أي شئ آخر.

كما تخبرنا هذه الآية ذاتها، فنثبت النظر فيه، ونحوله عن كل شئ آخر.

إلى يسوع،

وليس إلى أنفسنا

أو أفكارنا وتخيلاتنا وميولنا أو رغباتنا أو خططنا.

إلى يسوع،

وليس إلى العالم

ولا إلى عاداته ومبادئه وأحكامه.

إلى يسوع،

وليس إلى إبليس

وإن حاول أن يخيفنا بقسوته، أو أن يخدعنا بحيله وتملقه. إن النظر إلى يسوع ينقذنا من مباحثات لا فائدة منها، ومجادلات بلا نفع، ومن ضياع الوقت، ومن أخطار العدو، ومن مجهودات باطلة، وآمال تافهة، ومن عثرات محزنة. إن نظرنا إليه وتبعناه حيثما يقودنا; ننج من كل هذا. عندئذ سنهتم بالاستمرار في اتباعه، فلا نضيع ولا نظرة واحدة على ما لا يرضى هو به.

إلى يسوع،

وليس إلى عقائدنا ولو كانت سليمة.

فالإيمان الذي يخلص ويقدس ويعزى، ليس هو مجرد الاقتناع الذهني بمبدأ الخلاص وعقيدته، بل هو اتحاد مع شخص المخلص. لا يكفي أن نعرف عن المسيح، بل يجب أن نعرفه هو، أي يكون في قلوبنا كما قال التلميذ الحبيب يوحنا، أن النور الحقيقي هو في الحياة والحياة هي في المسيح (يوحنا4:1) .

إلى يسوع،

لا إلى صلواتنا أو تأملاتنا،

لا إلى تقوانا ولا إلى خدماتنا. إليه لا إلى مواظبتنا على حضور الاجتماعات والاشتراك في مائدة الرب. كل هذه أمور حسنة جدا ، علينا أن نواظب عليها، ولكن بدون أن نحول النظر عن يسوع ونعمته. فهو الذي يجعلها نافعة لنا بنعمته، وبها يظهر ذاته لنا.

إلى يسوع،

وليس إلى مركزنا بين المؤمنين أو إلى أسرنا.

وليس إلى معموديتنا أو إلى العلم الذي وصلنا إليه. ليس إلى آراء الآخرين فينا، ولا آرائنا في أنفسنا. بعض من الذين تنبئوا باسمه سيسمعونه يقول لهم: « أني لم أعرفكم قط » (متى22:7،23) . أما أصغر مؤمن حقيقي فسيعترف المسيح به أمام أبيه وأمام ملائكته. لأنه نظر إلى يسوع.

إلى يسوع،

وليس إلى اخوتنا،

ولا حتى إلى أكثرهم تقدما ، وأحبهم إلينا. إن نظرنا إلى إنسان فإننا نكون في خطر من أن نفقد الطريق. ولكن إن اتبعنا يسوع فلن نتوه أبدا . كما أننا لو وضعنا أحدا بيننا وبين يسوع سيقل تقديرنا ليسوع ويزيد تقديرنا للإنسان، وإذا فشل ذلك الإنسان فسنفشل نحن أيضا . أما إن كان نظرنا نحو يسوع فستكون علاقتنا بالآخرين بالوضع السليم. قد لا تكون مليئة بالحماس العاطفي ولكنها ستتصف بالعمق وبالحكمة.

وستكون للصداقة فوائد يستعملها الرب للفائدة سواء كان الشخص معنا أم بعيدا عنا. في كل حال وعلى أي حال تكون بركة أكثر لنا إذ ننظر إلى يسوع ونزداد اقترابا منه، فلا يفصلنا عنه شئ « لا موت ولا حياة » (رومية38:8،39) .

إلى يسوع،

لا إلى أعدائه أو أعدائنا،

فتتحول كراهية الأعداء إلى محبة وفي ذلك النصرة الحقيقية.

إلى يسوع،

وليس إلى العقبات التي تصادفنا.

فإذا نظرنا إليها نزداد حيرة وخوفا ونندهش لسبب حدتها ولا نعرف كيف نواجهها.

حين نظر بطرس إلى الرياح والأمواج كاد يغرق، ولكن حين كان ناظرا إلى يسوع سار فوق الماء كما على صخرة. فكلما ازدادت الصعوبات، كلما ازداد احتياجنا للنظر إلى يسوع.

إلى يسوع،

وليس إلى مشاكلنا.

فلا نفكر فيها ون حصى عددها أو نزن ثقلها أو نفحص ضررها أو نفعها. فبالانفصال عن يسوع لا تنقينا الصعاب، بل تقسي القلب أو تكسره، لا تعلمنا الصبر بل توجد فينا التذمر، وتعلمنا الأنانية، وتوجد اليأس بدل الرجاء. أما عند الصليب فيمكننا أن نستفيد من حمل صليبنا ونقبله من يديه كل يوم بشكر وسرور، ونجده سبب بركة لنا وللآخرين.

إلى يسوع،

وليس إلى أعز ما عندنا

أو ما يمنحنا فرحا زمنيا أرضيا . وإلا لابتلعتنا الأفراح الزائلة وحرمتنا من النظر إلى مصدر الفرح. أما إن نظرنا إليه أولا فإننا نقدر ما يمنحنا إياه من أفراح زمنية تقديرا أعظم ألف مرة، لأننا نتقبلها من يديه هو، ونثق أنه هو الذي يحفظها لنا لنتمتع بها ونحن في شركة معه، فنستخدمها كلها لمجده هو.

إلى يسوع،

وليس إلى الوسائل التي يستخدمها هو،

مهما كانت، لتجهيز السبيل لنا. ناظرين إلى ما هو أبعد من الظروف والأسباب الثانوية. ولنتقدم إلى السبب الأول، أي إرادته; بل أيضا إلى المصدر الأول; أي محبته. عندئذ يكون شكرنا له هو، وهذا لا يقلل من شكرنا لمن استخدمهم هو. وبذلك أيضا يمكننا في أشد الضيقات أن نقول « صمت. لا أفتح فمي لأنك أنت فعلت » (مزمور9:39) . وفي صمتنا هذا يجيبنا الصوت السماوي قائلا « لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع. ولكنك ستفهم فيما بعد » (يوحنا7:13) .

إلى يسوع،

وليس إلى أهمية وأهداف طائفة أو كنيسة،

ولا إلى أهدافنا الشخصية. ويكون الهدف لحياتنا هو مجد الله. إن كنا لا نجعل هذا هدفنا الأول، نحرم أنفسنا من معونته، لأن نعمته تعمل مع ما هو لمجده. فإن كان هدفنا مجده فنعمته أكيدة.

إلى يسوع،

وليس إلى إخلاصنا في مقاصدنا ولا إلى قوة عزيمتنا.

فمجرد الإخلاص قد يؤدى إلى الفشل المخجل. فلنتكل لا على إخلاصنا أو عزيمتنا، بل على وعده.

إلى يسوع،

وليس إلى قوتنا وقدرتنا،

لأن قوتنا تحاول أن تمجدنا نحن. لكن إن أردنا أن نمجده، فإننا نحتاج إلى قوته هو.

إلى يسوع،

وليس إلى ضعفنا.

فالحزن على ضعفنا لا ينشئ فينا قوة. فلننظر إلى يسوع لكي تسرى قوته في قلوبنا وتفيض شفاهنا بحمده.

إلى يسوع،

وليس إلى خطايانا،

ولا إلى مصدرها (متى19:15) . ولا إلى العقاب الذي تستحقه. يمكننا أن ننظر إلى أنفسنا فقط لنرى كم نحن نحتاج إلى النظر إلى يسوع  نحتاج إلى ذلك ليس لأننا صالحون بل لأننا خطاة، مدركين فظاعة الخطيئة إزاء عظمة الذبيحة التي قدمت عنها، وعظمة النعمة التي تمنح الغفران. قال أحد المؤمنين: « لكل نظرة نحو أنفسنا يجب أن ننظر عشرات النظرات إلى يسوع ». وقال آخر:«  إن النظر إلى يسوع مصلوبا بالتأكيد لا ينسينا حقيقة الطبيعة الفاسدة لأن الصليب دليل عليها». وبالتأكيد أيضا إن مجرد النظر إلى طبيعتنا الساقطة قد ينسينا يسوع المسيح، لأن الصليب ليس مرسوما على هذه الطبيعة الفاسدة. إذا إن أردنا أن ننظر إلى أنفسنا فلنفعل ذلك في ضوء صليب يسوع المسيح. فالنظر إلى الخطيئة فقط ينشئ موتا ، والنظر إلى يسوع ينشئ حياة. وهذا موضح في حادثة الحية النحاسية (عدد9:21) .

إلى يسوع،

وليس إلى ادعاءاتنا.

إن المريض الذي يدعي أنه في صحة جيدة، في حالة أخطر من المرضى الآخرين. وما أشد بؤس الأعمى الذي يدعي أنه يبصر (يوحنا41:9) . إن كان خطرا أن نطيل النظر إلى أخطائنا (وهى فعلا حقيقية) فإنه خطر أشد أن ننظر إلى صلاح وهمي فينا.

إلى يسوع،

وليس إلى الناموس، أي الشريعة.

فالناموس يأمر ولا يمنح قوة، يحكم علينا ولا يمنح غفرانا . إن وضعنا أنفسنا تحته نحرم أنفسنا من النعمة. إن جعلنا تتميم الناموس هدفنا لكي ننال الخلاص فإننا نفقد السلام والفرح والقوة، لأننا بذلك ننسى أن يسوع هو غاية الناموس للبر لكل من يؤمن (رومية4:10) . لكي متى قادنا الناموس للالتجاء إليه للخلاص، فإنه  أي المسيح يكون صاحب الحق المطلق لطاعتنا من كل القلب والفكر، بدون أن يكون ذلك عبئا ثقيلا أو نيرا من حديد، بل حملا خفيفا (متى30:11) . فهو يجعل الطاعة له واجبا ، وفي نفس الوقت أمرا مفرحا . وهو الذي يوجدها في القلب كما يجعلها واجبا لازما لفائدتنا. هذه الطاعة هي في الحقيقة من ثمار الخلاص، وهى لذلك هبة مجانية!!

إلى يسوع،

وليس إلى ما نقوم به من أجله.

إن انشغلنا بخدمته، فقد ننساه هو. قد تقوم اليد بعمل عظيم ويكون القلب فارغا ، ولكن إن امتلأ القلب به فلن ننسى العمل والخدمة. وإن امتلأ القلب بمحبته، فلن ترتخي اليد في خدمته.

إلى يسوع،

وليس إلى نجاح مجهوداتنا.

فالنجاح الظاهري ليس هو مقياس النجاح الحقيقي، كما أن الله أيضا لم يأمرنا بالنجاح في عملنا. فلماذا نقلق بخصوص نجاح خدماتنا. علينا أن نبذر البذور ونترك أمر الثمار له، سواء أتت اليوم أم غدا . قد نجمع الثمار نحن أو يجمعها آخر. وحتى إذا كان النجاح مضمونا ، فمن الخطر أن نركز أنظارنا عليه. لأننا قد نمدح أنفسنا به، كما أننا قد نفشل ولا نستمر في العمل إذا لم ن ر الثمار بأعيننا، بدل أن يزداد نشاطنا. النظر إلى الثمار هو السلوك بالعيان، أما النظر إلى يسوع فيمنحنا المثابرة في ات باعه وخدمته .. وهذا هو السلوك بالإيمان.

إلى يسوع،

وليس إلى المواهب الروحية التي منحنا إياها،

والتي لازلنا ننالها منه. فالنعمة التي نلناها بالأمس قامت بعملها. والنعمة التي يمنحها لنا لعمل اليوم هي لتتميم مسئوليتنا وليست للافتخار بها، بل لكي نخدمه ونحن « ناظرون إلى يسوع ».

إلى يسوع،

ليس إلى الأحزان التي تنتج عن أخطائنا.

والإهانة التي نشعر بها نتيجة لذلك. كل هذا يجب أن يؤدى، لا إلى الانشغال بذواتنا، بل إلى النظر إلى يسوع لكي يحمينا من تكرارها. فالنظر إلى يسوع يزيل منا الكبرياء، ويعطينا الندم الصحيح على أخطائنا. فمتى ندمنا وبكينا بكاء مرا كما فعل بطرس (لوقا62:22) عندئذ تبقى أنظارنا نحو يسوع لأنه بدون ذلك، حتى الندم قد يصبح فخا لنا، إذ نظن أن الدموع تمحو الخطايا وليس دم يسوع  حمل الله القدوس.

إلى يسوع،

وليس إلي بهجة أفراحنا;

أو شدة يقيننا، أو عظم محبتنا. وإلا فإذا فترت المحبة وضعف اليقين وقل الفرح، سواء بسبب أخطائنا أم بسبب تجارب نجوز فيها، عندئذ تزول قوتنا مع زوال مشاعرنا التي كنا نتكل عليها، فنهبط في هوة اليأس والحزن ونتكاسل ونتذمر. لذلك علينا إذا فارقتنا المشاعر الحلوة، ألا يفارقنا الإيمان. إن أردنا أن نكون « مكثرين في عمل الرب كل حين » (1كورنثوس38:15) . علينا أن نثبت النظر، لا في مشاعرنا المتقلبة، بل في يسوع الذي « هو هو » كل حين.

إلى يسوع،

وليس إلى أقصى درجات القداسة التي قد نصل إليها.

إن كنا لا نثق أننا أولاد الله مادامت فينا عيوب وعثرات. فمن منا سيذوق أفراح الخلاص. إن هذه الأفراح لا تشترى بثمن، بل هي ثمار الخلاص. والقداسة ليست مصدر الفداء بل نتيجة له. عمل المسيح من أجلنا هو الذي يصالحنا مع الله، وعمل الروح القدس فينا هو الذي يجددنا لكي نشبه يسوع. إن نقائص المؤمن الحقيقي القليل النمو لا يقلل من كمال عمل المسيح. ولا يغير وعده الأكيد بأن كل من يؤمن به ينال الحياة الأبدية. لذلك فإن أفضل طريق للسلام القلبي هو في الثقة في الفادي. وهذا السلام يقوينا في المعركة.

أما إن كان أحد يتهاون في الحياة العملية متكلا على أنه مؤمن، فعليه أن يتذكر كلام الرسول بولس « الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات » (غلاطية24:5) ، وقول الرسول يوحنا: من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه » (1يوحنا4:2) . وقول الرب يسوع نفسه « كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار » (متى19:7) .

إلى يسوع،

وليس إلى انهزامنا أو انتصارنا.

إذا نظرنا إلى هزيمتنا نفشل، وإذا نظرنا إلى انتصاراتنا ننتفخ. وهذا كله لا يساعدنا لنجاهد جهاد الإيمان الحسن (1تيموثاوس12:6) . الانتصار ككل البركات الروحية هو عطية من الله. وكذلك الإيمان الذي يربح الانتصار (1كورنثوس57:15) . نعم هو عطية الله بربنا يسوع المسيح الذي له كل المجد.

إلى يسوع،

وليس إلى الشك الذي قد يساورنا.

فكلما نظرنا إلى الشكوك كلما ازدادت محاولة أن تبتلع إيماننا وقوانا وأفراحنا. ولكن إن تحولنا عنها ونظرنا إلى يسوع الذي هو الحق عينه (يوحنا6:14) سيتلاشى الشك في نور محضره كما تتلاشى الغيوم أمام الشمس.

إلى يسوع،

وليس إلى إيماننا.

حين لا ينجح الشيطان في إبعاد نظرنا عن يسوع، فآخر وسيلة يستعملها هي أن يحو ل نظرنا من المسيح إلى إيماننا نحن. وبذلك يثبط عزيمتنا إن كان إيماننا ضعيفا ، أو يملأنا بالكبرياء إن كان إيماننا قويا . وسواء بهذا أم ذاك يجعلنا ضعفاء، لأن القوة لا تأتي من الإيمان، بل من الرب بواسطة الإيمان. فالأحرى بنا لا أن ننظر إلى إيماننا، بل أن نكون « ناظرين إلى يسوع ».

إلى يسوع،

لأننا به وفيه نتعلم كيف نعرف ما هو نافع لنفوسنا،

ونعرف ما يجب أن نعرفه عن العالم وعن أنفسنا. عن أحزاننا والأخطار التي تحيط بنا، كما عن مصدر القوة والانتصار، إذ نرى كل شئ في ضوء النور الحقيقي، لأنه هو الذي يرينا ويكشف لنا كل شئ في الوقت اللازم والنافع لنا، لتكون المعرفة مصحوبة بالحكمة والتواضع، والشكر والشجاعة، والسهر والصلاة. فهو سيعلمنا كل ما يرغب لنا أن نتعلمه. وأما ما نتعلمه من غيره فالأفضل لنا أن لا نتعلمه.

ناظرين إلى يسوع،

مادمنا على هذه الأرض

ناظرين إليه كل لحظة، دون أن تلهينا عنه ذكريات الماضي، التي يجب أن نطرحها بعيدا ، أو ما يتعلق بالمستقبل الذي لا نعرف عنه شيئا .

) ) )

إلى يسوع

الآن،

إن لم نكن قد نظرنا إليه

إلى يسوع

من جديد،

إن كنا قد حولنا النظر

إلى يسوع

وحده

إلى يسوع

دائما ..

بثبات أكثر وبثقة أقوى،

لكي:

« نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد » (2كورنثوس18:3) .

مترقبين اللحظة التي فيها سيدعونا من الأرض إلى السماء، ومن الزمان إلى الأبدية. اللحظة الموعودة، اللحظة المباركة حين أخيرا « نكون مثله، لأننا سنراه كما هو » (1يوحنا2:3) .

« منذ الآن فصاعدا ... لسنا لأنفسنا »

يا للأسى والعار حين أذكر يوم ناداني

ذاك المخلص بلطفه العجيب الحاني

داعيا إياي « التفت إلى »

فأجبته بكبرياء وع جب وتوانى

« الكل لي ... لا شئ لك »

لكنه يوما لاقاني فرأيته

ينزف دما فوق صليب العار

وسمعته يقول « يا أبتاه أغفر لهم »

صوت واهن من قلبي الحزين صار

« البعض لي ... والبعض لك »

يوما فيوما أسرني بحبه

يشفي يعين يرعى بكمال قلبه

حلو قوى عظيم صبره

خشع قلبي فقلت هامسا له

« القليل لي ... والأكثر لك »

ذلك حبك العظيم سيدي

أعمق من البحار، أعلى من السموات العالية

انتصر أخيرا على أنانيتي

فأعنى واستجب طلبتي الغالية

« لا شئ لي ... الكل لك »

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.