شريعة فمك خيرٌ لي من ألوف ذهب وفضة (مز119: 72)
الكتاب المقدس هو كتاب فريد لا يضارعه كتاب آخر في كماله. ولقد شبهه أحد الكتَّاب بقصر مبني من أحجار كريمة، ويشمل ستة وستين حجرة، كل حجرة تختلف عن الأخرى ولكنها كاملة في جمالها. والحجرات تكوّن صرحاً لا يمكن مضارعته في الروعة والسمو.
ويبدأ هذا البناء بالأصحاح الأول من سفر التكوين بما سُجل فيه من عمل الخليقة الرائع. ثم تؤدي الخمسة الأسفار الأولى ـ أسفار موسى ـ إلى ساحة العدل « الناموس ».
وتعطينا الأسفار التاريخية صوراً حية، حيث فيها مشاهد معارك الإيمان، وجوانب من حياة بعض الرجال الشجعان. ثم بعد ذلك ندخل مكتبة الفلسفة حيث سفر أيوب. ثم نصل إلى قاعة الأنغام الجميلة والترانيم الحلوة، ونستمع إلى أعذب الألحان ـ وهي المزامير ـ فهناك داود يعزف على العود ويبهج نفوسنا بأغانيه الروحية، وآساف يقود المغنين، وبعض من أولاد قورح، الذين نجوا من القضاء بنعمة الله، وغيرهم.
وسفر الأمثال يقدمنا إلى دائرة الأعمال أو الشئون، حيث في وسطه تجذب أنظارنا هذه العبارة « البر يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية » (أم14: 34). ومن هنا نجتاز إلى حيث تبهرنا حكمة الجامعة. ثم إلى بستان جميل؛ نشيد الأنشاد، حيث نرجس شارون، وسوسنة الأودية، وكل أنواع الروائح الذكية، والأثمار، والأزاهير، وتغريد الأطيار، مما يتملك إعجابنا. ثم أخيراً نرتقي إلى المرصد حيث نجد الأنبياء بالمجاهر الإلهية المكبرة، وهم يثبتونها نحو الكواكب البعيدة والقريبة، ولكن كلها متجهة إلى كوكب الصبح المُنير.
وبعد أن نجتاز الفناء ندخل إلى جناح الملك: الأناجيل الأربعة التي تعطينا أربعة أوجه، وأربع صور مختلفة عن الملك نفسه. وفي مكتب « الأعمال » يعمل الروح القدس بواسطة « الرسل ». ثم نجد بولس، وبطرس، ويعقوب، ويوحنا ويهوذا يكتبون رسائلهم بمثابرة، تحت التوجيه المباشر للروح القدس.
وقبل أن نترك هذا المبنى الرائع، لنتوقف لحظة في قاعة العرش التي تُسمى « الرؤيا » حيث نرى مشاهد القضاء الآتية والمجد الذي سيُعلن. ونرى في المشهد الختامي الملك جالساً على عرشه كملك الملوك ورب الأرباب. والقصر بأكمله تغمر جنباته أنغام نعمة المسيح من نحو الخطاة. إلى هذا القصر الرائع نحن ندعوك للدخول.
لمؤلف مجهول
|
