السبت 16 أغسطس - آب - 2003

الصلاة والروح الناموسية


وأما الآن فقد تحررنا من الناموس إذ مات الذي كنا مُمسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف (رو7: 6)

إني، للأسف، وبكل حزن، أقول إن هناك بعضاً من أولاد الله يشوه الصلاة ويتعامل معها على أنها فرض مفروض.

وما زال هناك البعض من أولاد الله الأعزاء مَنْ يقبل أن يردد ويكرر كلاماً لا يفهم معناه. وربما يظن أن هذه موهبة لا يتمتع بها غيره، فيا للعجب أن تكون صلاة بكلام لا يفهمه مَنْ يصليه موهبة؟!

ورأيت بعضاً من أولاد الله يتعامل مع الصلاة بروح ناموسية، بمعنى أنهم يصلون، إلا أن دافعهم للصلاة هو الخوف وليس الشوق. الخوف أن يغضب الله عليهم إذا قصّروا فيها، وليس العطش إلى الله والفرح بلقائه والتمتع بسكب القلب قدامه والاستماع إلى همسات روحه. إن جو فرص الصلاة بالنسبة لهم هو جو جبل سيناء الذي يدخن ببروقه ورعوده، وليس حجال الحبيب الذي يرفرف فوقه عَلَم الحب. إنهم يصلّون من قبيل طاعة الوصية التي عليهم، وليست إشباعاً للحياة الإلهية التي فيهم.

وبلا شك هناك وصايا كثيرة في العهد الجديد تحضنا على الصلاة والإكثار منها، فردية كانت أم جماعية، سرية كانت أم علنية، إلا أنه لا يخفى على قارئ العهد الجديد الروح التي يريدنا الله بها أن نتمم وصاياه. يقول الرسول في رومية7 إننا نعبد الله الآن بجدة الروح لا بعتق الحرف، أي ننفذ وصايا الله لا بالطريقة القديمة حيث كان الحرف (الناموس المكتوب على لوحي الحجر) يسود، بل روح جديدة (جدة الروح) روح الحب والشوق، روح طاعة الزوجة لزوجها الذي يحبها ويحنو عليها، وليس روح طاعة العبد لسيده.

هذه الروح الغريبة على جو النعمة توجد المؤمن دائماً في جو الشعور بالذنب، ولكي يتخلص من هذا الشعور، فهو يسّن لنفسه قواعد بخصوصها؛ فيحدد لها موعداً وزمناً: موعداً للصلاة وزمناً لطولها. وإذا صلى في الموعد وصلى هذا الزمن الذي حدده، تجده راضياً عن نفسه، وإذا قصَّر أو كسر هذه القاعدة تجده تعساً شاعراً بذنبه. وهو في كلتا الحالتين مُخطئ؛ فعندما رضي كان رضاه خطأ، وعندما تعس كانت تعاسته خطأ. فالرب، وإن كان يريدنا أن نختلي به ونسكب طلباتنا أمامه، إلا أنه لم يحدد لنا وقتاً ولم يسّن لنا ميعاداً، بل هو يريدنا اليوم كله في حديث دائم معه.


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS