الجمعة 18 يوليو - تموز - 2003

نشيد القوس


يا بنات إسرائيل ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزاً بالتنعم وجعل حُلي الذهب على ملابسكن. كيف سقط الجبابرة في وسط الحرب؟ (2صم1: 24،25)

إن مرثاة داود لشاول تكشف عن روح قل أن توجد في هذه الأيام. فنحن لا نجد بين ثناياها أية كلمة توحي بالإحساس بالنُصرة على عدو سقط، كما أننا لا نجد فيها أي تعبير عن الإحساس بالراحة الذاتية للخلاص من اضطهاد هذا العدو. لقد نسي داود معاملة شاول الظالمة القاسية له لسنوات عديدة، كما أنه نسي كل أخطائه ولم يذكر إلا صفاته الطبيعية المُشرقة التي ربما تكون قد زيّنت عرشه، لكنها كانت عاجزة عن حمايته من نتائج إرادته العاصية العنيدة.

وإن مرثاة داود لهي التعبير عن عواطف هذا الرجل المحبوب من رجال الله. إن القلب المليء بالمحبة لا مكان فيه للحقد أو الشكوى. وإذا كان مرة قد تألم واكتئب تحت اتهامات الكراهية الظالمة، فقد نسي الآن كل شيء، ولكن مجرد نسيان الأخطاء لا يكفي هذا القلب العجيب. إنه يحب أن يذكر؛ يذكر أن شاول كان مسيح الرب، حامل شهادته، الذي ائتمنه على شعبه ليقودهم إلى النصر. يذكر المواهب والصفات الطبيعية التي جعلته محبوباً في حياته وجذبت إليه أنظار الشعب وعواطفهم. يذكر إنجازاته العظيمة في الحروب، وسخاؤه كملك، فيراه وقد ألبس بنات شعبه الثياب الفاخرة.

إن نشيد داود يفيض بعبارات الاحترام والأسى من أجل ذاك الذي كرهه دائماً واضطهده دائماً، ولكن ها هو بالنعمة يذرف عليه الدمع سخيناً. قد تكون الفرصة لبنات الغلف أن يفرحن، أما داود فلن يشاركهن هذا الفرح. ولتكن ملعونة جبال جلبوع التي شهدت هزيمة شعب الرب فلا يكن عليها طل ولا مطر ولا حقول تقدمات!

آه، كم نَشْتَمَّ في كل هذه الأقوال رائحة المسيح الزكية وطيب قلبه الكبير المُحب! فقط نقول إن داود كان لا بد له من التأديب ليصل في النهاية إلى مثل هذا الفيض من العواطف النبيلة السامية. أما قلب المسيح فلم يكن بحاجة إلى شيء من هذا. فلم تكن حياته كلها سوى محبة ونعمة على طول الخط. « قد سميتكم أحباء: قال هذا للذين كانوا على وشك أن ينكروه أو أن يهربوا ويتركوه فريداً. « أنتم الذين ثبتم معي في تجاربي » قال هذا للذين كانوا مزمعين بعد قليل أن يناموا، فلم يقدروا أن يسهروا معه ولو ساعة واحدة! ليتنا نتعلم هذا النموذج الكامل! وليتنا نتعلم نشيد القوس!


 

هنري روسييه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS