الجمعة 13 يونيو - حزيران - 2003

إله كل نعمة


فأحب الملك أستير أكثر من جميع النساء ووجدت نعمة وإحساناً قدامه أكثر من جميع العذارى فوضع تاج الملك على رأسها ومَلَّكها مكان وشتي (أس2: 17)

لماذا من بين آلاف الفتيات اللواتي جُمِعن من كل الشعوب والأجناس لم تحسن في عيني الملك سوى أستير؟ مع ملاحظة أن جميع الفتيات كن حسنات المنظر، ولم يَقُل الكتاب إن أستير كانت أكثر جمالاً منهن. فلا بد للعقل هنا أن يتوقف ليسأل: كيف انسحب الجمال الفارسي، بكل شهرته وسطوته، أمام تلك الفتاة اليهودية البسيطة؟! وكيف خُذل عز وجاه الأميرات، وبنات الشرفاء، أمام فتاة فقيرة بل ومسبية ذليلة؟! وكيف فشلت الحذاقة والفهم عند آلاف الفتيات الخبيرات بفنون الجمال في جذب انتباه الملك، بينما نجحت بساطة تلك الفتاة اليتيمة، والتي لم تطلب شيئاً من الأطياب والأدهان عند دخولها للملك سوى ما قال عنه هيجاي حارس النساء؟! (أس2: 15).

نعم، لماذا أستير بالذات؟! عند العقل لا نجد جواباً لهذا السؤال، لكن عين الإيمان تلتقط من بين سطور الإعلان هذه العبارة البديعة التي يفهمها الإيمان جيداً ويجد فيها إجابة شافية لسؤاله، ألا وهي « نالت نعمة »، والعجيب أنها تكررت ثلاث مرات في أقل من عشرة أعداد، وكأنها قرار ترنيمة يحلو للكاتب الإلهي أن يردده، ليوجِّه نظر الإيمان إلى وجود يد لا تُرى تصنع الأحداث التي تُرى.

فعندما أُخذت أستير إلى بيت الملك إلى يد هيجاي حارس النساء، وما أكثر ما رأى هيجاي من نساء، بل وأجمل النساء، يقول الكتاب عن موقفه من أستير: « وحسنت الفتاة في عينيه، ونالت نعمة بين يديه، فبادر بأدهان عطرها وأنصبتها ... ونقلها مع فتياتها إلى أحسن مكان في بيت النساء » (أس2: 9). وطوال فترة إقامة أستير في بيت النساء، يقول عنها الكتاب: « وكانت أستير تنال نعمة في عيني كل مَنْ رآها » (أس2: 15). وأخيراً عندما أُخذت أستير إلى الملك أحشويرش، يقول الكتاب « فأحب الملك أستير أكثر من جميع النساء، ووجدت نعمة وإحساناً قدامه أكثر من جميع العذارى، فوضع تاج الملك على رأسها وملَّكها مكان وشتي » (أس2: 17).

فإذا كان السؤال هو لماذا أستير بالذات، فالإجابة ببساطة هي لأنها « نالت نعمة ». ومَنْ يا ترى مصدر هذه النعمة إلا إله كل نعمة (1بط5: 10)؟ فيده المُنعمة القديرة كانت معها دائماً، تسبقها لقلب كل مَنْ يراها لتوجد فيه مكاناً لها، وما خابت هذه اليد أبداً.


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS