الأربعاء 9 إبريل - نيسان - 2003

إنجيل المسيح في فيلبي


لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص (رو1: 16)

تحركت قافلة من مدينة أنطاكية بسورية لا يزيد عددها عن رجلين هما خادمان ليسوع المسيح: بولس وسيلا. وفي لسترة انضم إليهما تيموثاوس، وفي ترواس انضم لثلاثتهم لوقا، وتحركوا بدعوة من سيدهم إلى مدينة فيلبي أول مدينة من مقاطعة مكدونية بقارة أوروبا (أع16: 12).

ها هم في فيلبي التي بناها فيليب المقدوني أبو الإسكندر الأكبر، وأطلق اسمه عليها، وإذ أراد الإسكندر أن ينشر الحضارة اليونانية في الشرق، أخذ أربعة من قادته وجيشاً عظيماً، وما لبث أن مات قبل أن تتحقق أحلامه وآمانيه، فاقتسم قادته بلاد الشرق. ولكن بعد موت الإسكندر بما يقرب من 350 سنة أرسل يسوع الناصري أربعة من خدامه قادمين من الشرق إلى الغرب حاملين إنجيل المسيح لقارة أوروبا. فلم تكن أسلحة محاربتهم جسدية، بل كانت قوة إنجيل المسيح المخلِّصة سلاحهم، ومحبة المسيح الغافرة بشارتهم.

ففي فيلبي آمنت امرأة بالمسيح فخلصت، وآمن رجل فخلص ـ ها إنجيل المسيح يخلِّص امرأة ويخلِّص رجلاً، يخلِّص الأسيوية، ويخلِّص الروماني. يخلِّص التاجرة الغنية ويخلِّص موظف الحكومة، المتدينة والقاسي. يخلِّص في ضوء أشعة الشمس الدافئة نهاراً ويخلِّص في ظلمة السجن البارد ليلاً. يخلِّص بكلمات هادئة عند النهر ويخلِّص بصوت مدوي داخل السجن .

وهل من أثمار لهذا الخلاص؟ نعم.

لقد فتحت ليدية بيتها ليكون أول بيت في أوروبا لضيافة خدام المسيح. وتحولت يدي السجان العنيفتين إلى يدين رقيقتين ضمدتا جراحات الرسولين.

لقد تأسست أول كنيسة للمسيح في أوروبا. وفي 2كورنثوس8: 1 نقرأ أنه انتشرت كنائس كثيرة في كل مقاطعة مكدونية. لقد امتدت قوة الإنجيل دون أن تهرق قطرة دم واحدة. فرغم ما سال من دم جسدي الرسولين، إلا أنهما قدما المسيح الذي يصفح ولا ينتقم، يخلِّص ولا يُهلك، وبدمه الذي سال من جنبه فوق الصليب يغسل كل الخطايا ويمحو كل الذنوب.

يا مَنْ وصل إليك إنجيل المسيح، ألا تريد أن تخلّص كما خلَّص هؤلاء. لماذا تتوانَ. تعال فالمخلص يدعوك.


 

جوزيف وسلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS