السبت 12 إبريل - نيسان - 2003

في حضن يسوع


وكان متكئاً في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل مَنْ عسى أن يكون الذي قال عنه (يو13: 23،24)

في العُلية، حيث غسل الرب أرجل تلاميذه، كما عيَّد معهم الفصح، نرى سلوك بطرس المندفع، وكذلك خيانة يهوذا المؤسفة، بالمباينة مع الثقة والسلام اللذين ليوحنا وهو متكئ في « حضن يسوع ». وتعبير « في حضن يسوع » يوضح أن يوحنا قد نال كرامة عظيمة بجلوسه عن يمين الرب. إنه اتكئ بجوار يسوع، في حضرة الرب المباشرة، في مكان الثقة والألفة. ونجد ذات الجملة « في حضن » في يوحنا1: 18 حيث المسيح في حضن أبيه، قريباً من قلب أبيه. إنه الابن الأزلي، وهو في حضن أبيه، قادر أن يوضح ويُعلن ويُخبر بمكنونات هذا الحضن.

وكما أن الابن هو غرض محبة الآب، فإن التلميذ هو غرض محبة الرب (يو17: 26). ويمكننا نحن أيضاً أن نتمتع بمكان معه، في حضنه، وفي قُرب لصيق بقلبه، مثل يوحنا. وهذا سوف يميز حياتنا، لأن إدراكنا بمحبة الرب سيعطينا سلاماً وفهماً. ولذلك أمكن ليوحنا أن يبقى هادئاً وسط الحيرة التي نتجت عن الملاحظة التي أبداها الرب لتلاميذه، إن واحداً منهم سوف يسلمه. بالإضافة إلى أن يوحنا كان في مركز أفضل من بطرس لكي يسأل الرب عمن يتكلم عنه، ولكي يكتسب البصيرة ويفهم فكر الرب في هذا الموقف الصعب.

والمكان الذي شغله يوحنا في محضر الرب هو توضيح لمركزنا. ففي وسط عالم عدائي رفض المسيح، فإن لنا مكان في محضره، إنه مكان منفصل عن العالم ومرتفع فوق الحيرة التي تحدث من ظروفنا. إننا هناك معه في العُلية، نستمتع بشركة معه لا تشويش فيها، بينما يعطينا سلاماً وبصيرة نافذة لأفكاره. وكما استمتع يوحنا بالسلام وكانت له البصيرة في معرفة أفكار الرب، كذلك فإن شركتنا مع الرب يسوع المسيح الممجد في السماء، تعطينا السلام الحقيقي ومعرفة بأفكار الله. وباعتبارنا تلاميذ محبوبين، نعرف أن لنا نصيباً أفضل عما في هذا العالم، نصيباً مع الرب في السماء (يو13: 1،8). فلقد بوركنا بكل بركة روحية في السماويات (أف1: 3).

يا ربنا ومخلصنا، إننا نستند على محبتك الأبدية، فها هي راحتنا

وستبقى وحدك لنا، عندما يغيب عنا كل شيء


 

هوجو باوتر

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS