الأربعاء 26 مارس - آذار - 2003

الشاب الغني وعثرة المال


فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه: ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله (مر10: 23)

لقد كان المال في حياة الشاب الغني الواردة قصته في الأناجيل، بمثابة الصنم، فبمجرد أن تحدَّث المسيح له عن المال، يقول الكتاب « اغتم على القول. ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة » (مر10: 17-22). واستخدم الرب المناسبة ليوضح أن المال الكثير والغنى الوفير وهما أمور طالما نظر إليها الإنسان الطبيعي على أنها بركة، هي نفسها معطل وعائق في الأمور الإلهية. والبشر بصفة عامة؛ إما أنهم يملكون المال، أو أنهم يتمنون امتلاكه. لكن ما يسعون إليه هو في الحقيقة فتّاك ومدمر في أمر الخلاص.

آه ما أبطأ الإنسان في أن يرفض ما يضره ليُمسك بما ينفعه، فيتخلى عن الناموس لأجل المسيح، ويضحي بالأرض لأجل السماء. نحن نميل إلى الغنى والأرض، لكن المسيح يقدم لنا الصليب والسماء.

ولهذا فإن التلاميذ عندما سمعوا كلام المسيح « ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله » يقول الوحي « فتحير التلاميذ من كلامه ». فلقد كان التلاميذ يعرفون أن المال هو علامة بركة الله ورضاه. فخرج السؤال من أفواههم تلقائياً « فمَنْ يستطيع أن يخلص؟ » فجاء رّد الرب في ع27 ليعطي إجابة واضحة، وهي أن الخلاص وإن كان مستحيلاً عند الناس، لكنه غير مستحيل لدى الله. وبكلمات أخرى كأن الرب يُجيب: لو أن المسألة متوقفة على قدرة الإنسان، فلن يخلص أحد. لكن طالما أن الخلاص من الله، فكل إنسان ممكن أن يخلص: الفقير أو الغني. ويكفي للإنسان، غنياً كان أم فقيراً أن يشعر بحاجته إلى الخلاص. عندئذ لن تكون هناك صعوبة للحصول عليه من الله. فالخلاص هو من الله، ويعتمد تماماً على قوة الله بالنعمة ولا شيء آخر.

وبهذه المناسبة دعونا نرفع صوت التحذير عالياً من المال. فهو إله وصنم. صحيح ممكن أن يُستخدم المال حسناً لمجد الله. لكن بالمقابلة مع كل واحد يستخدم المال حسناً، هناك الآلاف يستخدمهم المال سيئاً، فيُشقي حياتهم ويدمر أبديتهم. دع إنسان العالم يعمل من المال صنماً، ومن تكديس الأموال هدفاً، ومن جمع الثروة الطائلة حُلماً. لكن في المقابلة دع إنسان الله يعرف بأن له كنزاً في السماء يجعل وجهه كالصوان ضد روح العالم في هذا الأمر.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS