الخميس 30 يناير - كانون الثاني - 2003

داود : ختام حياته


أليس هكذا بيتي عند الله لأنه وضع لي عهداً أبدياً متقناً في كل شيء ومحفوظاً. أفلا يُثبِت كل خلاصي وكل مسرتي؟ (2صم23: 5)

ماذا كان أمام ناظري ذلك الشيخ وقد أشرفت حياته على المغيب؟ إنه يصف ويصوِّر ليس ما كان، بل ما سيكون؛ ذاك الذي يتسلط على الناس. رأى المستقبل ورأى ملك المجد الذي سيأتي في يوم عتيد ويتسلط بخوف الله « كنور الصباح إذا أشرقت الشمس ». رأى المسيح في بره وفي عظمته الذي لم يكن هو إلا رمزاً صغيراً له، ولكنه يقول أيضاً: « إنه وضع لي عهداً أبدياً متقناً في كل شيء ومحفوظاً. أفلا يثبت كل خلاصي وكل مسرتي؟ ». ويا لها من ثقة يعبِّر عنها وهو قريب من الاضمحلال. خلاصي لا يستند إلى عمل أو سلوك بل من مجرد نعمة فائقة صنعت معه عهداً أبدياً مُتقناً في كل شيء ومحفوظاً (ثابتاً وأكيداً). أما الذين يرفضون هذا الخلاص ـ بنو بليعال ـ فلن تتوانى دينونتهم، يحترقون بالنار في مكانهم.

والآن تغيب شمس تلك الحياة، ويسكت الصوت الذي طالما تغنى بصلاح الله وبعظمة مجده، ومجد عظائمه، والقلب الذي تعلم كيف يثق في الله وسط الصواعق والفواجع، والشفتان اللتان لم ترتجفا ولم تترددا في الاعتراف بالخطأ عندما سطع النور على خبايا الضمير.

داود « بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد » (أع13: 36). ولقد احتل داود مكاناً عظيماً في هذه المشورات الإلهية. كان هو أول ملك بحسب قلب الله يملك على الشعب. وهو الذي ركز قاعدة الملك في أورشليم، المكان الذي اختاره الرب ليضع اسمه فيه. وداود كان رمز عظمة الشعب الأرضي كما كان من نواحِ عديدة رمزاً للرب يسوع.

إن الله ينتظر من كل واحد من أولاده أن يخدمه في جيله وفقاً لمشورته تعالى. ينتظر الله من أولاده أن يخدموه في زمانهم وفي الأوساط التي يعيشون فيها وفي دوائر أعمالهم. وهل هناك مُجازاة تعادل شهادة الرب، في ختام الحياة أو في يوم استعلان السرائر، عن هذه الحياة أو تلك، أنها قد قُضيت وفق مشورته، وأنها أتمت، على قياسها الخاص، الغرض الذي من أجله أفسح لها العمر على الأرض؟

لكن المُجازاة الأرقى والسرور الأكمل عندما نحظى بذاك الذي هو النور الحقيقي الذي سوف يُنير القلوب، ويغمر بهاؤه ورواؤه أولئك الذين معه في بيت الآب سيقاسمونه مجده.


 

جورج أندريه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS