الأحد 26 يناير - كانون الثاني - 2003

الغني الذي افتقر


فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره (2كو8: 9)

إن الرب يسوع المسيح الذي هو خبز الحياة، خبز الله النازل من السماء، بدأ خدمته الجهارية بالجوع « فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيرا » (مت4: 2). لقد اختبر الجوع كإنسان، لكنه باعتباره الله أشبع الجموع الكثيرة بالخمس الأرغفة والسمكتين. إنه وهو ماء الحياة، ويعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً، أنهى حياته بالقول: « أنا عطشان »، وذلك إتماماً للنبوة « ويجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلا » (مز69: 21؛ مت27: 34؛ يو19: 28).

وهو مصدر الراحة الذي قال: « تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين، والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم » (مت11: 28). فإنه تعب لأجلنا « فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر » (يو4: 6). ومع أنه هو مصدر أفراح المؤمنين (يو15: 11)، لكن لكي يوصّل إلينا الأفراح، حَزِن كثيراً جداً وقال: « نفسي حزينة جداً حتى الموت » (مر14: 34). مع أنه خالق الطيور، فإنه في زمن اتضاعه كان أقل من الطيور « للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه » (مت8: 20). ومع أنه سامع الصلاة الذي إليه يأتي كل بشر، لكنه كالإنسان الكامل المتوكل على الله أبيه، كان يقضي الليل كله في الصلاة (لو6: 12). وهو الذي لم يتخل عن صدِّيق قط، لكنه في ساعات الظلمة الرهيبة تركه الله وتخلى عنه « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » (مز22: 1). وهو الذي يمسح الدموع، نراه كالإنسان الكامل يبكي عند قبر لعازر (يو11: 35). الذي له الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها، عند ولادته لم يكن له موضع في المنزل (لو2: 7). وهو العظيم والمجيد، لكن ـ ويا للعجب ـ قدّره يهوذا والرؤساء بثلاثين من الفضة، ثمن العبد الذي نطحه ثور (خر21: 32؛ مت26: 15).

لكن ما أعظمك يا سيدنا .. ما أجودك وما أجملك .. ففي محبتك لقديسيك وكنيستك، مضيت وبعت كل ما لك لكي تشتري الحقل الذي فيه الكنز، واللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن (مت13: 44-46). نعم لقد أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب (في2: 6-8). فما أجوده. وما أجمله.


 

رشاد فكري

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS