الجمعة 27 سبتمبر - أيلول - 2002

دعوة الله


بالإيمان إبراهيم لما دُعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيداً أن يأخذه ميراثاً فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي (عب11: 8)

نعلم من كلمة الله أن إبراهيم كان من عائلة وثنية (يش24: 2) ولكن الله الذي دعاه كان هو العامل لقبول الدعوة « وظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين، قبلما سكن في حاران » (أع7: 2). وهذا الظهور الغريب العجيب هو سر قبوله دعوة الله. وهل تختلف حالة إبراهيم عابد الوثن عن حالة شاول الطرسوسي الذي كان متقدماً في الديانة اليهودية، مدققاً في سلوكه بحسب الناموس؟ كلا. لأن كليهما كانا بعيداً عن حياة الله.

إبراهيم لم يكن من الناس الدون ولا من الفقراء، بل كان غنياً جداً صاحب الأملاك الكثيرة والعبيد والإماء الكثيرين، ومع ذلك لما ظهر له الرب ودعاه للخروج لم يتأخر، بل قام في الحال رغم أن الطريق أمامه كانت مجهولة « اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك » (تك12: 1). ولو فُرض أن سأله بعض أصحابه إلى أين أنت ذاهب يا إبراهيم؟ ثم أجابهم بحقيقة الأمر، أنه لا يعلم، أفما كانوا يعتبرونه مجنوناً؟

كذلك شاول الطرسوسي كان رجلاً متمسكاً بالتقليدات، غيوراً في ديانته، ولكن لما دعاه الله لم يتوان. ولكن هل هو الذي عرف الرب أم الرب هو الذي عرفه؟ الرب طبعاً هو الذي عرفه وقابله في طريقه إلى دمشق وقال له: « شاول شاول لماذا تضطهدني؟ » (أع9: 4). فقال مَنْ أنت يا سيد؟ فقال له الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده، صعب عليك أن ترفس مناخس، فقال وهو مرتعد ومُتحير: يا رب ماذا تريد أن أفعل؟ فقال له الرب قُم وادخل المدينة فيُقال لك ماذا ينبغي أن تفعل. وأرشده إلى حنانيا. فمن ذلك الوقت انفصل عن الديانة اليهودية وصار مسيحياً بالحق.

شكراً لإلهنا لأجل دعوته الفعّالة التي دعانا بها: « الدعوة السماوية » (عب3: 1)، « دعوة الله العُليا » (في3: 14)، « دعوة مقدسة » (2تي1: 9)، « دعوة إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع » (1بط5: 10). له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين.

أبارك اللهَ العلي من أجلِ إحسانهِ لي
في ابنه قد اختارني قبلَ الزمانِ الأزلي
ثم دعاني دعوةً تفوق ادراكِ الملا
أسعى إذاً نحو الغـرض حيث المسيحُ في العُلا


 

اسطفانوس شنودة

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS