الأربعاء 25 سبتمبر - أيلول - 2002

الأنا ثيما الإلهية


إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن أناثيما. ماران أَثــَا (1كو16: 22)

كلمة « أناثيما » تُشير إلى أي شيء مقدم للموت. وكلمة « ماران أَثَا » تُشير إلى أن الرب آت للدينونة. والموضوع الذي تشغله هذا الأناثيما مُلفت للنظر. ففي بحر هذه الرسالة الطويلة قد وبخ الرسول أولئك المؤمنين على شرور عملية كثيرة وأصلح تعاليم عديدة. فقد كان بينهم انشاقاقات، وقد انتفخ الواحد منهم على الآخر، وكان بينهم زنى، وكانوا يحاكمون بعضهم بعضاً، وكان بينهم تشويش وسوء نظام فظيع في ما يتعلق بمائدة الرب، وبعضهم شكّوا في تلك الحقيقة الأساسية العظيمة، حقيقة قيامة الأموات.

كانت هذه أخطاء فاحشة وشروراً جسيمة استدعت توبيخ الرسول القاسي بالوحي الإلهي. ولكن لنلاحظ أنه عندما نطق بهذه العبارة « أناثيما، ماران أَثَا » في خاتمة الرسالة، لم يوجهها إلى أولئك الذين أدخلوا التعاليم الفاسدة أو مارس - آذار - وا الشرور الفظيعة، بل إلى أي واحد لا يحب الرب يسوع المسيح. وهذا بلا شك يستدعي تفكيراً خطيراً. فالضمان الوحيد ضد جميع الأخطاء والشرور هو المحبة الصحيحة للرب يسوع المسيح. قد يكون الشخص محتفظاً بالآداب بكل دقة حتى لا يستطيع أحد أن يجد وصمة على سلوكه ولا عيباً في أخلاقه، ولكن تحت هذه الآداب الدقيقة يختفي قلب بارد كالثلج من جهة الرب يسوع. وقد يوجد أيضاً شخص مشهور بالسخاء وحُب الخير حتى أن تأثير إحساناته يعم كل الدائرة التي يعيش فيها، ومع ذلك لا توجد في قلبه نبضة واحدة من نبضات الحب للمسيح. أيضاً قد يحوز شخص في عقله معتقداً صحيحاً ويلازم طقوس وفرائض الديانة التقليدية، ومع ذلك يكون خالياً خلواً تاماً من عاطفة الحب نحو شخص ربنا يسوع المسيح المعبود. وقد يحدث أيضاً أن شخصاً واحداً يجمع بين كل هذه الأمور حاصلاً على آداب سامية وأعمال شريفة ومعتقد صحيح ومُلازمة تامة للفرائض الدينية، ومع ذلك يكون ذلك الشخص مجرداً من حرارة الحب للرب يسوع المسيح وبالتبعية يكون معرضاً لأناثيما الروح القدس المُحرقة. قد أكون أديباً بدافع محبة الذات، ومُحسناً بدافع محبة الناس، وسليم المعتقد بدافع حب العقيدة، ومتديناً بدافع حب المذهب، ولكن ولا واحدة من هذه تستطيع أن تحميني من الدينونة الحقة التي يعلنها الروح القدس ضد كل واحد ـ أيّا كان « لا يحب الرب يسوع المسيح ».


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS