الأحد 15 سبتمبر - أيلول - 2002

جثسيماني! جلجثة!


هذا أخذتموه مُسلّماً بمشورة الله المحتومة، وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه (أع2: 23)

اسمان يذكراننا بالآلام التي تحملها الرب يسوع ويقوداننا للسجود ونحن نحكي ما فعل.

كانت الحوادث تدور بسرعة في ذلك النهار المظلم الفريد في تاريخ البشرية. كل بُغضة الناس، تحت سلطان إبليس، انطلقت ضد الله، وضد ابنه يسوع المسيح. لكن انطلقت أيضاً محبة الله غير المحدودة للإنسان عند الصليب. كان موت المخلِّص هو الموضوع الأساسي في خطة الله لخلاص خليقته.

في جثسيماني قاسى الرب وحده معركة رهيبة، وفي جلجثة قَبِل الكأس وشربها. لقد جاء يهوذا مع فرقته وأخذوا المخلِّص واقتادوه إلى أورشليم. واجتمع السنهدريم، وقرر أولئك القضاة الأثمة أن يسلموا الرب يسوع إلى الوالي بيلاطس البنطي لكي يُصلب.

لم يُجب الرب على اتهامات أولئك الناس أمام الوالي، واندهش بيلاطس من ذلك، واعترف أن يسوع لم يفعل شيئاً يستحق الموت بسببه، وكان يريد أن يُطلقه، ولكنه استسلم أخيراً عندما صرخ الجمع مع رؤسائه مراراً: ليُصلب! وهكذا أُسلم الرب إلى أعدائه الحقودين.

ومن المؤثر أن نرى نساء متواضعات ينضممن إلى الموكب الذي اتجه حينئذاك إلى مكان العذاب الذي يُدعى جلجثة (أي مكان الجمجمة) حيث نُصب صليب المخلِّص (لو23: 26-32). يا له من مكان كبير قد أخذه في قلوبهن! فبينما كانت بغضة رؤساء الشعب للرب يسوع تزداد، كان تعلقهن به قوياً ومتزايداً. لقد سبق أن تبعنه من الجليل إلى أورشليم وخدمنه (مر15: 41؛ لو23: 49). وهكذا نستطيع أن نفهم دموعهن ونوحهن (مر16: 10) عندما فكرن أنهن سوف يفقدن إلى الأبد هذا الحبيب الذي لا مثيل له. لقد بقين بالقرب من الصليب بقلوب منكسرة.

كانت آلامه لا يعبَّر عنها. كان مخلصنا العزيز وحده تماماً أثناء ساعات الظلمة الثلاث التي جاءت على كل الأرض. لقد عرف هذا الألم الفائق، وهو الترْك من الله بسبب خطايانا التي لا حصر لها، التي أخذها على نفسه ليصنع لها الكفارة (مت27: 47؛ مر15: 34). ونحو الساعة التاسعة صرخ بصوت عظيم « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » وليتم الكتاب قال أخيراً « أنا عطشان » (يو19: 28). من أعلى الصليب نطق الرب أيضاً بهذه الكلمة التي لا حدود لمداها « قد أُكمل » (يو19: 30). وأخيراً خاطب من جديد الآب الذي تمجد تماماً بعمله قائلاً: « يا أبتاه في يديك أستودع روحي » (لو23: 46).


 

ب. بيرني

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS