الأربعاء 21 أغسطس - آب - 2002

الطريق إلى الإيمان


الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا، متغاضياً عن أزمنة الجهل (أع17: 30)

يجب أن تتوفر الشروط الآتية في كل مَنْ يريد أن يكون مؤمناً حقيقياً:

1 ـ الرغبة الخالصة في الحصول على الخلاص: وهذه الرغبة تتطلب في المرء أن يكون كارهاً للخطيئة وشاعراً بشناعتها وخطورتها، وموقناً باستحقاقه للحرمان من الله إلى الأبد بسببها، ولذلك ليس كل مَنْ يقول بفمه « ارحمني اللهم أنا الخاطئ » لأن العِبرة ليست بالكلام بل بالحالة التي تكون عليها النفس، فالمرأة الخاطئة لم تخلص إلا بعد أن أحسَّت بثقل خطاياها والتجأت إلى المسيح بكل قلبها (لو7: 36-50) وزكا كذلك (لو19: 1-10) واللص أيضاً (لو23: 43) والذين آمنوا من اليهود في العصر الرسولي لم يتيسر لهم ذلك إلا بعد أن نُخسوا في قلوبهم، وشعروا شعوراً عميقاً بشناعة جريمتهم التي اقترفوها ضد المسيح، وآمنوا بعد ذلك بكل قلوبهم بشخصه الكريم (أع2: 37-41).

2 ـ التوبة عن الخطية: كما أن الشعور بشناعة الخطية يجب أن يكون مقروناً بالتوبة عنها، وإلا فلا فائدة من هذا الشعور على الإطلاق. ولا يُراد بالتوبة الندم على ارتكاب الخطيئة فحسب، بل والتحول عنها والرجوع إلى الله أيضاً. وإذا تعذر على إنسان أمر التوبة، فليعلم أن الله على استعداد لمساعدته لنيل التوبة. فمكتوب أنه تعالى « يعطي التوبة » (أع5: 31، 11: 18) ولذلك صرخ أحدهم لله قائلاً « توبني فأتوب » (إرميا31: 8) فأعطاه التوبة.

3 ـ الاتجاه إلى المسيح: على المرء أن لا يقف عند حد الندم على الخطيئة والتوبة عنها، بل أن يتجه بكل قلبه إلى المسيح، الذي أحبه ومات على الصليب كفارة عنه، فيستفيد منه، لأن خلاص المسيح ليس لفئة خاصة من الناس، بل لكل الناس دون استثناء.

4 ـ قبول المسيح في النفس: أما وقد توافر لدى طالب الخلاص أن الله يحبه بصفة شخصية، وأن المسيح مات نيابة عنه بالذات مكفراً عن كل خطاياه مثل غيره من الناس، فعليه أن يتجاوب مع المسيح ويقبله بالروح مخلصاً لنفسه وحياة لها، فيصبح الخلاص للتو ملكاً له. ومن ثم له أن يفرح ما شاء له الفرح وأن يطمئن ما شاء له الاطمئنان.


 

عوض سمعان

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS