?الجمعة 1 مارس - آذار - 2002

درس من النسور


كما يحرّك النسر عشه وعلى فراخه يرِّف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه إله أجنبي (تث32: 11،12)

تبني النسور عشها في الصخور العالية حيث تضع بعض أغصان الأشجار، وفوقها تضع عشاً وأعشاباً جافة، وأخيراً تضع بعض الريش، ثم تضع ريشاً في الداخل أيضاً ليكون العش مُريحاً دافئاً. وعندما تخرج الفراخ من البيض، تُرَّبى بعناية؛ النسر الأم، وكذا الأب، يحملان إليها الطعام بوفرة وكذا المشهيات: حيوانات صغيرة وما إلى ذلك. وهكذا تنمو الفراخ، تكبر وتسمن. لكن كيف يمكن أن تتعلم الطيران وأن تبحث بنفسها عن طعامها؟

يوماً ما تنشط النسر الأم وبدون تردد ترمي الريش والأعشاب الجافة والقش من على حافة العش فتهوي جميعها إلى أسفل الجبل، حتى يصبح العش غير مناسب بالمرة. لكن هذا لا يكفي. إنها تدفع الفراخ من داخل العش إلى أسفل!! وتحت تأثير صراخ عالٍ وتشجيع حار من الأم، تبدأ الفراخ ترفرف بأجنحتها الصغيرة غير المدرّبة، بخوف رائحة غادية، ثم تتعب وتأخذ في الهبوط. ولكن الأم تحيط بفراخها وتلاحظها بعناية. إن رأت أنها لم تَعُد تقوى على الاستمرار، تبسط جناحيها القويين تحت فراخها حتى تحط عليهما الفراخ للراحة. إلا أن الأم لا تعود تحملها إلى العُش إلى حالتها الأولى، بل تطير إلى ارتفاع أعلى، في السماء الزرقاء، وهناك يبدأ المران من جديد. إنها ترمي فراخها من فوق جناحيها وتشجعها من جديد، وهكذا أكثر فأكثر يزداد التدريب حتى تقوى على الطيران وحدها.

هكذا المؤمنون، الشعب الذي أخرجه الله من مصر، وجاء به إليه (خر19: 4)، هو الآن تحت المران والتعليم ومحفوظ في يد الله القوية.

كلنا نميل إلى الراحة. لا نرغب أن نوجد في ظروف غير مناسبة وصعبة. وإن أوجدنا الرب في مثل هذه الظروف نبدأ في الشكوى والأنين، لكنه يعلم جيداً ماذا يفعل لنا، وهو أمين في كل مواعيده. إنه « يلاحظنا ويصوننا كحدقة عينه » (تث32: 10). إن أجنحة إيماننا يجب أن تحلّق وتتعلم الاتكال على الله. ودروس مثل هذه كم هي نافعة! كم هي تعمِّق فينا معرفة الله. إن اختبارات عنايته الأمينة والرقيقة تكسبنا دراية بقلبه الملآن محبة وحكمة وحنواً ورحمة. وكم من المرات نشعر بالأذرع الأبدية تحملنا وترفعنا. حقاً إن « الله أمين الذي لا يدَعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا » (1كو10: 13).


 

كاتب غير معروف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS