الاثنين 25 نوفمبر - تشرين الثاني - 2002

إضافة الغرباء


لتثبت المحبة الأخوية. لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون (عب13: 1،2)

هي إحدى الفضائل المسيحية الجميلة وعليها يحرضنا الكتاب باستمرار. والترحيب السخي بإخوتنا مع شمولهم بالعناية والكرم، يُعتبر مجد البيت وزهرة الحياة المسيحية العائلية؛ إنه تزيين لتعليم مخلصنا الله. ورسائل العهد الجديد التي تشرح نعمة الله العجيبة، تحرّضنا على ممارس - آذار - ة الضيافة كأمر حيوي من أمور المسيحية العملية.

ففي رومية12 نجد أن بين الفضائل التي يتسربل بها المؤمن في عيشته المسيحية، أن يكون عاكفاً على إضافة الغرباء (رو12: 13). وأيضاً إحدى الصفات التي يجب أن يتحلى بها الأسقف أن يكون « مُضيفاً للغرباء » (1تي3: 2؛ تي1: 8). والأرملة لا تُكتب في سجل الأرامل اللواتي تعني الكنيسة بسد حاجاتهن، ما لم تكن قد « أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين » (1تي5: 10). فليس معنى الكرم أن نُظهره لمن نعرفهم ونحبهم، بل للغرباء أيضاً (3يو5). لذلك نقرأ في عبرانيين13: 2 « لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون » (قارن تك18،19). والكلمة الإنجليزية المستعملة في هذا الصدد تعني كرم الضيافة ـ البيت المفتوح للإستضافة، نظير « بيت استفاناس » الذين « رتبوا أنفسهم لخدمة القديسين » (1كو16: 15). كما نقرأ في سجل الأفاضل والفضائل الذي في نهاية رسالة رومية « يسلم عليكم غايس مُضيفي ومُضيف الكنيسة كلها » (رو16: 23) وكانت إحدى صفات أيوب الجميلة أنه فتح للمسافر أبوابه وغريب لم يَبِت في الخارج.

وكرم الضيافة لا يرتبط بيسر الحال بقدر ما يرتبط بحالة قلب شبعان بالرب وفي روح المحبة يهتم بما للآخرين ويتذكر أعوازهم؛ إنه لشرف عظيم أن نشارك الله أبانا في عواطف قلبه من نحو إخوتنا.

وفي أيام لاودكية، أيام الفتور والإكتفاء الذاتي، نحتاج إلى الحرص لئلا تُصبح صفة عدم المُبالاة بإضافة الغرباء هي التي تميز بيوتنا. وكم نخسر كثيراً بسبب الأبواب المُغلقة والأحشاء المُغلقة. أين نحن من الذين كانوا يتناولون الطعام في البيوت بابتهاج وبساطة قلب (أع2: 46). كم قصَّرنا من نحو إخوتنا، وكم حُرمت بيوتنا من أفراح الشركة والولائم المُحبية والإلتقاط من كلمة الله والإنتعاش بالمحبة الأخوية. فيا ليتنا نهتم بدوام المحبة الأخوية التي تُظهر نفسها عملياً في إضافة الإخوة الغرباء.


 

فايز فؤاد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS