الخميس 6 سبتمبر - أيلول - 2001

إيمان إبراهيم


بالإيمان إبراهيم لما دُعي أطاع... بالإيمان تغرب في أرض الموعد... لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات .. (عب11: 8،11)

نجد هنا أن إبراهيم، أول كل شيء، قد أطاع دعوة الله. لقد ظهر إله المجد لإبراهيم، وطلب منه أن يخرج من أرضه ومن عشيرته، وأن يترك كل شيء عزيز على الطبيعة، ويذهب إلى الأرض التي يريه إياها، فآمن إبراهيم بالله. هذه هي نقطة بداءة إيمانه. نحن نعلم أنه كانت هناك دروس أعمق سيعلمه الله إياها في أرض كنعان، ولكنه تعلم الدرس الأول في البداءة، وهو درس الإيمان بالله، حين خرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي. هذه هي إطاعة الإيمان ظاهرة في الخطوة الأولى التي اتخذها إبراهيم.

وكانت الخطوة الثانية هي حياته في كنعان. فعندما وصل إلى أرض الموعد لم يأخذ وطأة قدم ليقول عنها إنها له، الشيء الوحيد الذي امتلكه هو قبر، ليذكِّره دائماً أن أملاكه ليست هنا، وأيضاً ليضع أمامه رجاء القيامة. فكان له إيمان يتمسك بإله القيامة، ويثق أن نسله سيمتلك تلك الأرض عينها، فقد ترك عظامه هناك شهادة لنسله بحقه في تلك الأرض. أما هو فعاش في خيام مع اسحاق ويعقوب عيشة تُنبئ بأن وطنه ليس هنا، لأن الخيمة تتكلم عن حياة الغريب السائح.

لقد « كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات »، لا يقول إنه كان ينتظر مدينة؛ أي أية مدينة، بل كان ينتظر مدينة معينة معروفة له، لها الأساسات، أي الأساسات المعروفة له أيضاً. ولا شك أن المسيح نفسه هو أساس تلك المدينة السماوية، وعمله الكفاري هو القاعدة التي ترتكز عليها كما يرتكز عليها كل شيء آخر. تطلع إبراهيم رجل الإيمان إلى تلك المدينة، فلم يكن يتطلع إلى امتلاك شيء في كنعان، إذ كانت الخيمة هي كل ما يمتلك هناك، كان يتطلع وينتظر مدينة الله هو الذي صممها، والله هو الذي بناها.

وهكذا نرى أن الإيمان يطيع دعوة الله ويعيش بالانفصال عن كل ما هو حوله هنا، وهو أيضاً يتطلع إلى الأمام، إلى الوقت الذي فيه ندخل إلى فرح الرب الكامل، في المسكن الذي أعده الله لشعبه المفدي.

أنا لستُ إلا غريباً هنا فإن السما موطني
أرى الأرض ليست سوى بلقعٍ فدار العُلا موطني


 

صموئيل ريداوت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS