الاثنين 17 سبتمبر - أيلول - 2001

متطلبات الجهاد الروحي


إن كان أحد يجاهد لا يُكلل إن لم يجاهد قانونياً (2تي2: 5)

الجهاد الروحي يتطلب تركيز الغرض وتوحيد الغاية، وضبط النفس. فالذين قد عقدوا النية على ربح الجائزة أو الجعالة قد طرحوا كل ثقل وحرروا أنفسهم من كل عائق أو معطل. هم ليسوا في حاجة إلى مَنْ يحرضهم على ذلك بل من تلقاء أنفسهم يطرحون كل ما من شأنه تعطيلهم في الركض. وهذا يبين الإخلاص وتوحيد القلب. إن الرب يسوع يقول « الحاجة إلى واحد ». فيا ليت القلب يُجيب « واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس »، ويا ليت الحياة تكون « أفعل شيئاً واحدا ». إن كل ثقل، وحمل الاهتمامات والصعاب، والمشروعات الأرضية والخطط والأتعاب التي نضعها ونختارها لأنفسنا - هذه كلها يجب أن نطرحها عن كواهلنا.

والرسول يطلب إلينا في هذا الجزء (عب12: 1،2) أن نطرح كل ثقل والخطية المُحيطة بنا كشيء في استطاعتنا أن نعمله ونعمله بسهولة. وكأنه يقول لنا: اطرحوا هذه الأشياء الضارة غير النافعة. اتركوها وراءكم. إنه لأمر سهل إن نظرنا إلى يسوع، ولكنه مستحيل ما لم تكن أفكارنا وعواطفنا مركزة في المسيح، ما لم نتطلع إليه كسيدنا وعريسنا، قوتنا وفرحنا. هذه هي وسيلة العهد الجديد الوحيدة. لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. ليس بالفحص الداخلي أو التدريب النفسي أو محاولة طرح أثقالنا وخطايانا أولاً نربح الغلبة وننال النُصرة. هذه الأشياء لا تسبق النظرة إلى يسوع، فالنور هو الذي يبدد غياهب الظلمة، ومحبة الرب يسوع هي التي تفصلنا عن العالم، ونعمة المسيح هى التي تنقذنا وتخلصنا من كل خوف وشك.

هكذا يصف لنا الرسول اختباره (في3) فقد كان غرضه الأوحد أن يربح المسيح ويوجد فيه. وكان شوقه المستمر أن يعرف المسيح في ملئه بشركة آلامه وقوة قيامته متشبهاً بموته. لقد دخل الجهاد بادئاً بيسوع، واشتاق أن يكمل سعيه متطلعاً إليه وسائراً معه. فالمسيح هو غاية الطريق كما هو الطريق نفسها.

طارحين كل ثقل راكضين في الجهاد
صابرين كل حين شاكرين باجتهاد


 

أدولف سفير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS