الجمعة 24 أغسطس - آب - 2001

أكياس لا تفنى


بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا ينفد في السماوات (لو12: 33،34)

الناطق بهذه الأقوال هو سيد الأرض كلها. قديمأً كان قد وعد يشوع بأن كل موضع في الأرض تدوسه بطون أقدامهم سيكون لهم، أما الآن فإنه يدعو خلفاءهم وذراريهم أن يتخلوا عن مقتنياتهم ويتبعوا ذاك الغريب السماوي. عليهم أن يضعوا قلوبهم ليس على كنز أرضي يفنى، بل على الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل المحفوظ في السماوات لأجلهم.

وإذ تستقر عيونهم على كنز السماء، يستطيعون أن يبيعوا ما لهم ويوزعوا على الفقراء. وليس هكذا كانت الحال مع التقي قديماً حيث كان من حقه أن يتمسك بميراث آبائه. ومن هنا كان نابوت على حق يوم أبى أن يبيع حقله للملك آخاب. غير أن الملك الحقيقي ينصح سامعيه أن يبيعوا ما لهم ويعطوا صدقة للفقراء، فيكون لهم كنز في السماء، ونعلم أن الرئيس الشاب الغني فشل في هذا الامتحان، فقد ترك المسيح حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة، وكان يعوزه ذلك الشيء الواحد: إنكار الذات. أما برنابا، اللاوي القبرسي، فإذ كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل (أع4: 37).

لقد باع الرب كل ما كان له ليحصل على الكنز المخفي في الحقل. وهكذا يُدعى تلاميذ الرب أن يبيعوا ما لهم ليكون لهم كنزاً في السماوات لا ينفد. ولئن كان الرب قد وجد كنزه على الأرض، إلا أن المؤمن يجد كنزه في السماوات. وحيث الكنز هناك قلب الإنسان.

بيد أنه عن طريق تفريق الممتلكات الأرضية، يزداد الكنز السماوي (أم11: 24). وإذ « أطعم كل أموالي » فإنني بذلك أعمل لنفسي كيساً لا يفنى. فالإحسان العملي الذي من هذا الطراز ليس معناه إخفاء الوزنة في الأرض كما فعل العبد الشرير الكسلان، بل وضعها في المصرف السماوي بحيث عند مجيء الرب يأخذ الذي له مع الفائدة.

والعطاء هو الكيس الأبدي، الصندوق الذي لا يبلى. بينما كان أولئك الذين في أيام حجي يبنون بيوتهم مهملين بيت الرب، يضعون أجورهم في كيس مثقوب (حج1: 6). بمعنى أن سعيهم ومجهودهم كان بلا فائدة، كانوا كمن يحاولون أن يحملوا الماء في غربال. على أنه خير لي أن أكون غنياً لله من أن أكنز لنفسي (1تي6: 17-19).


 

و.ج. هوكنج

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS