الأحد 17 يونيو - حزيران - 2001

المسيح مثالنا


فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً. الذي .. أخلى نفسه ... وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 5-8)

ما أكثر حرصنا على كرامتنا. نحن نتكلم ونكتب عن الموت والقيامة، ونعترف بأننا مُتنا وقُمنا مع المسيح، ولكن دع أحداً يخدش كرامتنا وما أسرع ما نبرهن على ضآلة اختبارنا لقوة هذه الحقائق المباركة. فإن كنا بالحقيقة نؤمن بأن أخلاقنا السيئة والحسنة منها قد انتهت في صليب المسيح، وإن كنا بالحقيقة نؤمن بأننا قد مُتنا مع المسيح فلن نشعر بما يُسمّى « إساءة » والسبب بكل بساطة هو لأنها تمس أنفسنا. وإن كنا بالحقيقة نعيش في قوة الموت والقيامة، فلن نشعر إلا بما يمس كرامة المسيح، لا بما يمس كرامتنا نحن.

إننا في زمن الكلام الرنان والسلوك بالتهاون. ما أجمل ما نقوله وما نكتبه، وما أقل تأثير ما تنطق به شفاهنا وما تجري به أقلامنا على سيرتنا وفي قلوبنا. لنرجع إلى الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي حيث نرى المسيح كمثالنا. إنه « أخلى نفسه » ولم يبارح النير عنقه، وهو لم يستعفِ من حمله. لقد نزل واتضع حتى إلى تراب الموت. لم تظهر فيه مُطلقاً أية مقاومة لإرادة الآب. لما جاء إلى العالم قال « أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت » (مز40: 8) وأثناء سيره في هذا العالم كان يقول « طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني » (يو4: 34). ولما أوشك أن يبارح العالم قال « لتكن إرادتك » فكل طريقه هنا في العالم كان بحسب مشيئة أبيه.

وإنه لتملأني الدهشة عندما أجد قوماً يسألون الله أن يجبرهم على التواضع. إنه من امتيازنا أن نتطلع إلى الله لكي يملأنا من الفكر الذي في المسيح حتى بنعمته نستطيع أن نتواضع.

لقد كان المسيح مُطيعاً حتى الموت، وهو مثال لنا لأننا مقدسون لطاعة المسيح، لكي نُطيع كما أطاع هو، بنفس الروح وعلى نفس المبدأ وهو بنفسه يقول « تعلموا مني » (مت11: 29) في طريق إنكار النفس والتواضع والطاعة حتى الموت. ويا لها من نعمة أن نقترب منه وأن نتعلم منه.


 

دينيت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS