الاثنين 7 مايو - أيار - 2001

ميت عن الخطية


كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا (رو6: 11)

تُعلن لنا كلمة الله بوضوح أن الخطية ساكنة فينا ولكن لا قوة لها علينا لأننا على أساس عمل المسيح صار لنا الحق والقوة على أن نحسب أنفسنا أمواتاً عن الخطية، وطالما نحقق ذلك تكون لنا النُصرة. ليس علينا أن نكافح ضد الخطية، لأنه حتى لو أحرزنا نُصرة ظاهرية، فإن الشر سوف لا يزال قائماً وكل اتصال به ينجسنا.

لنأخذ مثلاً: خباز يرتدي ثياباً بيضاء من قدميه إلى رأسه، واقف أمام مخبزه. مرَّ أمامه منظف المداخن وصب عليه شتائم، فاستولى الغضب على الخباز، ودون أي انتظار، أمسك الرجل الوقح وأخذ يهزه بكل قواه. حاول منظف المداخن أن يدافع عن نفسه ولكن الخباز بدفعة يده ألقاه على الطريق، وبذلك قد صان كرامته. ولكن المارة كانوا يسخرون من المنتصر لأن نظرة على ثيابه سرعان ما وضّحت السبب، وإذ ملأه الخجل أسرع للدخول إلى بيته.

إن النُصرة لم تكن سوى هزيمة، إذ تركت المعركة عليه آثاراً أردأ مما لو كان لم ينفعل عند سماع شتائم منظف المداخن واعتبرها كما لو كانت غير موجهة إليه، وحينئذ كانت ستكون له النُصرة الحقيقية!

إننا مُتنا، هذا أمر واقع ولكن يجب أن نحقق ذلك في حياتنا العملية، والروح القدس فينا هو القوة لذلك، كما أنه هو القوة لنسلك في جدة الحياة. إنها أمور لا نتعلمها في يوم واحد، ونحن نحتاج أن يعلمنا الرب نفسه إياها لكي ندركها بقلوبنا وليس فقط بأذهاننا. إنه يعطي نعمة للمتواضعين، وهو أمين ليعلمنا، ولكن علينا قبل كل شيء أن نؤمن بكلمته، وسنتعلم أيضاً أن نعرف شناعة الخطية وأن كل صلة بها مهما كانت، تنجس دائماً وتهين الرب الذي تألم لكي يأتي بنا إلى الله ويعطينا الحياة الأبدية.

إنساننا العتيق قد صُلب معه وانقضى
ففيه قد مُتنا إذاً حكماً وشرعاً في القضا
أيضاً به روح الحياة أعتقنا نحن العبيد
كي نحيا بالقداسة حسب مقامنا الجديد


 

جورج أندريه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS