الخميس 10 مايو - أيار - 2001

إيمان موسى


بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية (عب11: 24-26)

في حياة موسى نجد ثلاثة أمور ترتبط بالإيمان:

أولاً: رفض مجد العالم (عب11: 24،25). فقد كان بوسعه أن يعيش حياة رغدة مُرفّهة في القصر كابن بالتبني للأميرة ابنة فرعون. لكن إيمانه حفّزه ليرفض هذا النوع من الحياة، واختار أن يكون واحداً من شعب الله الذي يعاني. والإيمان الحقيقي يقود المؤمن ليتمسك بالقيم الصحيحة، ويتخذ القرارات الصائبة. وعبارة « تمتع وقتي بالخطية » لا تعني الخطايا الكبيرة، والشهوة فقط، لكنها تصف أسلوب حياة قد نُطلق عليها اليوم كلمات مثل « مركز متقدم في المجتمع ». « حيثية » .. « سلطة » .. « غنى » .. « بُعد عن المشاكل ».

ثانياً: احتمال العار (ع26) أذكر أن عمدة إحدى الولايات الأمريكية الكبيرة انتقل للسكن في شقة في حي الفقراء المليء بالمخاطر؛ وذلك حتى يستطيع التعرف على احتياجات ومشاكل الأقليات. لكنه في نفس الوقت احتفظ بشقته الأنيقة في الحي الراقي والتي عاد إليها بعد حين. وإن كان ذلك الشخص يستحق التقدير والإعجاب على شجاعته، لكن موسى يستحق إعجاباً أعظم، لأنه ترك القصر ولم يَعُد أبداً إلى حياته القديمة‍‍. لقد اختار أن يُحسب ضمن العبيد من شعب الله. فرجال ونساء الإيمان عليهم دائماً أن يحملوا العار، ويتحملوا الضيق والألم. فقد عانى الرسل من أجل إيمانهم، والمؤمنون الذين عاشوا في بلاد ما وراء الستار الحديدي (الشيوعية سابقاً) يعرفون معنى عبارة « يحمل العار ». ولو كان العار هو الدليل على الإيمان الحقيقي، فعلينا أن نراجع أنفسنا لكي نرى مقدار الإيمان الحقيقي الموجود في حياة المسيحيين اليوم.

ثالثاً: المكافأة (ع26-29). فالرب يكافئ دائماً الإيمان الحقيقي، إن لم يكن في الحال فسيكون بالتأكيد في السماء. فمقابل « خزائن مصر » نظر موسى إلى المكافأة أو « المُجازاة ». قال أحدهم: لقد اختار موسى الخالد والباقي، ورأى ما لا يُرى، وفعل المستحيل. إن إيمان موسى جعله قادراً على مواجهة فرعون غير خائف، واتكل على الرب ليتعامل مع الأعداء.

ولقد كوفئ إيمان موسى بخروجه هو وشعبه من أرض العبودية، فالإيمان يحملنا إلى الأمام، ويجتاز بنا الصعوبات، ويدخل بنا للراحة (عب11: 28-30). وعندما نثق في الرب فإننا نحصل على ما يستطيع الرب أن يفعله.

وفي موسى نرى أن الإيمان الكتابي الصحيح يعني طاعة الله بالرغم من الظروف الصعبة المُحيطة أو النتائج المترتبة.


 

وارين ويرسبي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS