السبت 27 أكتوبر - تشرين الأول - 2001

حياة المسيح المقام


جاء يسوع .. وقال لهم سلام لكم ... ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس (يو20: 19،22)

سلام مع الله! في تكوين6: 3 قال الله « لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد » طالما كان في الإنسان ما يقاوم قداسة الله وبره، ولكل ما هو من الله، فلا يمكن أن يكون هناك سلام مع الله. أما الآن فالمسيح الإنسان حمل خطايا كل مَنْ يؤمن به، كما أنه أيضاً استطاع أن يمجّد الله بصورة فائقة على الصليب. إن محبة الله ونعمته وقداسته وبره، بل وكل صفات الله قد أُعلنت إعلاناً مجيداً بعمل الرب يسوع. لقد تمجد الله في الإنسان يسوع ووجد فيه كل سروره، ولكن الرب يسوع تمم هذا العمل لأجلنا. فكل مَنْ يؤمن به يُرى واحداً معه. فقد أُتحدنا بالإنسان الممجد في السماء. وذلك السرور الذي كان في الله من نحو ابنه عندما تمم العمل، إنما يستقر أيضاً على هؤلاء الذي اتحدوا به. لنا سلام مع الله.

ومرة ثانية قال الرب لتلاميذه « سلام لكم ». ولكنه يضيف قائلاً « كما أرسلني الآب أرسلكم أنا »، وهنا تأتي نقطة إعلان الإنجيل. فكان يجب على التلاميذ أن يذهبوا ويُخبروا في كل مكان بالسلام مع الله، كما فعل الرب « فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين، لأن به لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب » (أف2: 17، 18).

وكما نفخ الرب الإله في تكوين2: 7 في أنف آدم فصار نفساً حية، هكذا نجد آدم الأخير هنا. لكنه هو أيضاً الرب الإله نفسه، وهو ينفخ في تلاميذه بقوته الإلهية لكي تكون لهم شركة في حياة جديدة. وكما صار آدم - باعتباره نفساً حية - رأساً لعائلته أي جنسه، وهكذا المسيح - آدم الأخير - على أساس عمله وقيامته صار رأساً لعائلة جديدة، ولجنس جديد، هم عائلة الله. « صار آدم الإنسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً مُحييا » (1كو15: 45). ولما قال الرب للتلاميذ اقبلوا الروح القدس، لم يكن هذا انسكاب الروح القدس، بل المسألة هنا حياة جديدة. فما علّم به الرب في يوحنا3 بالذات إن مَنْ لا يولد من الماء والروح لا يمكن أن يدخل ملكوت الله، نراه هنا عملياً، فنرى الرب يسوع يمنح روحاً قدساً كحياة جديدة.


 

هايكوب

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS