الخميس 18 أكتوبر - تشرين الأول - 2001

بولس ونظرته لأموره


ثم أريد أن تعلموا أيها الإخوة أن أموري قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل .. (في1: 12)

لقد أراد الرسول بولس أن يتوجه إلى روما كمبشر، لكنه ذهب إليها كسجين! وكان يمكنه أن يكتب عن ذلك فقط رسالة مطولة، لكنه لخّص كل ما حدث معه في كلمة « أموري » - أي ما حدث لي - (في1: 12)، ونحن نجد سجلاً لهذه الأمور في أعمال21: 17، 28: 31 بداية بالقبض عليه ظلماً في هيكل أورشليم. فقد اعتقد اليهود أنه دنّس هيكلهم، لأنه أدخل إليه الأمم. واعتقد الرومان أنه متمرد مصري مقيد اسمه على قائمة المطلوبين للمحاكمة. وهكذا أصبح الرسول بولس هدفاً للتآمر الديني والسياسي، فبقى سجيناً لمدة عامين في قيصرية. وعندما رفع دعواه في النهاية إلى قيصر (وهو امتياز كان يتمتع به كل مواطن روماني) تم إرساله إلى روما، وفي الطريق إليها تحطمت السفينة! وتُعَّد قصة هذه العاصفة، وشجاعة وإيمان بولس من أكثر القصص المُثيرة في الكتاب المقدس (أع27)، وبعد الانتظار ثلاثة أشهر في جزيرة مالطة، أبحر الرسول أخيراً إلى روما لكي يُحاكم أمام قيصر.

وقد يبدو هذا بالنسبة لكثيرين فشلاً، لكنه ليس كذلك بالنسبة لصاحب « الفكر الواحد » الذي انشغل بالتبشير بسيده وبالإنجيل. لقد وجد الرسول سعادته ليس في الظروف المثالية، بل في ربح الآخرين للمسيح. لقد كان كل اهتمامه هو أن تؤول أحواله إلى تقدم الإنجيل! وكلمة « تقدم » في الأصل اليوناني تعني حرفياً « سبقاً رائدا »، وهو تعبير حربي روماني يشير إلى « كتائب الاستطلاع » الذين يتقدمون القوات المحاربة، لكي يفتحوا لهم الطريق إلى المواقع الجديدة. فبدلاً من أن يجد الرسول نفسه مقيداً كسجين، اكتشف أن أموره قد فتحت له مجالات جديدة للخدمة.

إن الله لا يزال يريد من أولاده أن يحملوا بشارة الإنجيل إلى أماكن جديدة. فهو يريدنا أن نكون رواداً .. بل إنه أحياناً يرتب لنا كل الظروف لنكون رواداً للعمل. هذا ما حدث مع الرسول في فيلبي، فقد كان يحاول الذهاب إلى منطقة أخرى، لكن الله أغلق الباب (أع16: 6-10)، وعندما حاول الرسول التوجه شرقاً إلى آسيا، حوّل الرب اتجاهه إلى الغرب - أي أوروبا. ولو سُمح للرسول أن ينفذ خطته، لكان هناك فارق كبير في تاريخ البشرية اليوم.


 

وارين ويرسبي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS