السبت 27 يناير - كانون الثاني - 2001

صوت حبيبي


صوت حبيبي. هوذا آتٍ على الجبال، قافزاً على التلال (نش2: 8)

كم كان في ذلك الصوت من لطف وجاذبية عندما تكلم إلى جميع الذين جاءوا إليه!! ومَنْ يستطيع أن يتصوّر نغمات صوته المحبوب عندما قال للمفلوج « ثق يا بُني مغفورة لك خطاياك ». أو عندما قال للمرأة التي وقفت بمفردها في محضره « ولا أنا أدينك، اذهبي ولا تُخطئي أيضا ». نعم كم كان ذلك الصوت حنوناً مواسياً عندما قال للأرملة « لا تبكي »، ولتلك التي لمست هدب ثوبه « ثقي يا ابنة. إيمانك قد شفاكِ. اذهبي بسلام ».

ذلك الصوت الحنون الذي هدّأ مخاوف قلوب الخطاة، وطمأن خواطر الكثيرين، هو نفس الصوت الذي هدّأ عجيج أمواج البحر الهائج وأسكت الريح العاصفة. ذلك الصوت الذي جبر كسر قلوب الكثيرين ونادى بالخبر الطيّب للودعاء والمساكين، هو الذي أمر الأرواح النجسة أن تترك ضحاياها، كما أمر الأموات أن يقوموا من قبورهم.

« صوت حبيبي » نحن نعرف هذا الصوت. هو الصوت الذي سمعناه لما كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا .. « الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهى الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون ». لقد سمعنا صوته المبارك القائل « تعالوا » فأتينا له وصرنا خاصته، وهو يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويُخرجها، وخرافه تسمع صوته « خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي ». نعم نحن نعرف صوته، صوت التعزية والسلام، صوت التشجيع والطمأنينة.

مَنْ منا يقرأ صلاته ويسمع صوته في يوحنا17، ولا يعود إليه بالحمد والشكر مع السجود والتعبد؟ ويا لها من تعزية لنا أن الرب يعرفنا بأسمائنا. وشفتاه المباركتان تنطقان بأسمائنا وحاجاتنا أمام العرش. وفي يوم عتيد سنسمع هتاف الرب في الهواء - ذلك الهتاف سيكون هو صوت الرب الذي يشبه صوت مياه كثيرة (رؤ1: 15) وحينئذ سوف لا نراه فقط كما هو، بل سنسمع صوته متكلماً معنا. الصوت الذي يشجعنا هنا على الأرض ويحفظنا عن طريق الشفاعة المستمرة سيُخبرنا في المجد عن كل شيء هناك حينما نعرف كما عُرفنا.

ليتنا نواصل شركتنا وقُربنا من الرب حتى نسمع صوته دائماً، ولنصغ إلى ذلك الصوت ونطيعه.


 

أندرو مولر

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS