الأربعاء 28 يونيو - حزيران - 2000

شهادة المجنون


« ولما دخل السفينة طلب إليه الذي كان مجنوناً أن يكون معه فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم ... » (مر18:5، 19)

من المفيد جداً أن نتأمل في الطلبات الثلاث التي طـُلبت من الرب يسوع في هذه الحادثة: طلبت إليه الشياطين أن يرسلهم إلى الخنازير فأذن لهم. طلب إليه الجدريون أن يمضى من تخومهم فمضى. ولكن عندما طلب منه ذلك الشخص المخلـَّص الذي هو موضوع نعمته وقوته المخلصة أن يكون معه، رفض، ولِمَ ذلك؟ لماذا قبل الرب ما طلبه الجدريون والشياطين ورفض الطلب الذي كان نتيجة قوته المخلصة؟ الجواب يوضح بأجلى بيان نعمة الرب يسوع غير المحدودة التي تضيء هنا. كأن الرب يقول له « هؤلاء الرجال لم يرتضوا بوجودي معهم. اذهب إليهم واشهد للنعمة الغنية التي سدت احتياجك اذهب وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك ».

أيها القارئ هل وجدت الرحمة؟ هل سدَّت نعمة الرب يسوع احتياجك؟ هل خلصت من قبضة الشيطان القاسي؟ هل كسرت يد الرب القوية سلاسل عبوديتك؟ هل أصبحت لابساً وعاقلاً؟ إذاً تذكّر أن مكانك هو عند قدمي يسوع، وأن عملك هو الشهادة له. لقد نزل إلى هذه الأرض، أتى بملء النعمة ليخلصك من قبضة الشيطان الـمُرعبة ومن الدينونة الأبدية ويجعلك سعيداً، سعيداً في الزمن الحاضر وفى الأبدية أيضاً. ولكن العالم قد رفضه، لم يقبله، والآن هو يقول لك « اذهب واشهد لي » - هذا هو غرض المسيحية الأسمى. قد دُعينا لنعيش شهوداً للمسيح الغائب المرفوض، ولكي نُظهره في جميع ظروف حياتنا وأعمالنا اليومية.

« اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم » .. نعم، إنه في وسط عائلاتنا مطلوب منا أن نشهد، ليس بالكلام فقط، بل بالعمل أيضاً. أن تكون قديساً تجلس في الاجتماع شيء، وأن تعيش كقديس في وسط عائلتك شيء يختلف عن الأول تماماً. من الأمور الـمُحزنة أن نرى كثيرين من المسيحيين يسلكون سلوكاً مخزياً ومُخجلاً في حياتهم العائلية. ولكن كم من الفرح يملأ نفوسنا عندما نسمع عن مسيحيين حياتهم العائلية تمجد الله وتضيء للآخرين نورها الساطع. يا ليتنا نتعمق جميعاً في معرفة قيمة جلوسنا عند قدمي الرب صباحاً ومساءً - عند قدمي ربنا ومخلصنا حيث نبتدئ السير في طريق شهادتنا في الوسط الذي نعيش فيه.


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS