« وكان يذهب من سنة إلى سنة ويدور في بيت إيل والجلجال والمصفاة ويقضى لإسرائيل في جميع هذه المواضع وكان رجوعه إلى الرامة لأن بيته هناك »
(1صم15:7-17)
تَرِد عبارة « من سنة إلى سنة » في الإصحاحات الأولى من السفر ثلاث مرات، على النحو التالي:
« وكان هذا الرجل يصعد من مدينته من سنة إلى سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه »
(1صم3:1)
. وتكلمنا هذه العبارة عن السجود.
« وعملت له أمة جُبة صغيرة وأصعدتها له من سنة إلى سنة ... »
(1صم19:2)
. وتكلمنا هذه العبارة عن النمو.
« وكان يذهب من سنة إلى سنة ويدور في بيت إيل .... ويقضى لإسرائيل في جميع هذه المواضع ». وتكلمنا عن الخدمة.
وهذه الرحلة السنوية، لنا فيها دروس روحية مفيدة:
أولاً: بيت إيل: التي تعنى « بيت الله ». وفى بيت إيل أعلن الله ليعقوب التائه الفاشل نعمته المطلقة. ويذكِّرنا بيت إيل بسيادة نعمة الله نحونا، تلك النعمة التي تضمن لنا كل البركات المؤسسة على الفداء.
ثانياً: الجلجال: وهو مكان الختان، ويعنى دحرجة، لأن الله في الجلجال دحرج عنهم عار مصر. فإذا كنا في بيت إيل نتعلم ما هو الله بالنسبة لنا في سيادة نعمته المطلقة، فإننا في الجلجال نتعلم عدم موافقة الله على أعمال الجسد. فلابد أن يقبل شعبه حكم الله على الجسد الذي لا ينفع شيئاً، بل قد انتهى تماماً في صليب المسيح، وعلينا أن نحسب أنفسنا أمواتاً للخطية وبالروح نُميت أعمال الجسد (يش 2:5، 9؛ رو6، 8).
ثالثاً: المصفاة: إذا كان الجلجال يكلمنا عن حكم الله على الجسد الذي فينا، فإن المصفاة، التي تعنى ملاحظة ومراقبة، تشير إلى المراقبة المستمرة ضد أعمال العدو وفحص طرقنا دائماً فنقول للرب « اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فىَّ طريق باطل وأهدني طريقاً أبديا » (مز23:139، 24).
رابعاً: الرامة: في ختام رحلته كان صموئيل يرجع إلى الرامة التي تعنى مرتفعة. فإنسان الله يعيش مرتفعاً فوق هذا العالم، يعيش على المرتفعات لأن بركات المسيحي روحية وفى السماويات. وعندما نقبل حكم الله على الجسد، ونراقب أعمال العدو، ونفحص طرقنا - كل هذا يساعدنا على الوجود في جو السماويات.
رشاد فكرى
|
