الخميس 2 مارس - آذار - 2000

إيليا كرمز للمسيح


« له يشهد جميع الأنبياء » (أع43:10)

جاء إيليا في زمن فشل الشعب مدفوعاً بغيرة مقدسة تسندها صلوات حارة سبقت ظهوره المفاجئ (يع16:5-18؛ 1مل17)، كرمز لربنا المعبود الذي جاء في « ملء الزمان » وقت خراب إسرائيل، خارجاً « من عند الآب ».

لم يلقَ إيليا ترحيباً من أمته، فعاش غريباً بينهم ومرفوضاً. وهكذا عاش المسيح « رجاء إسرائيل ومخلصه ... كغريب في الأرض وكمسافر يميل ليبيت »
(إر8:14) . وكما لم تلقَ رسالة « رجل الله » قبولاً لدى آخاب، لم تلقَ خدمة « ابن الله » ترحيباً من قادة الأمة ورجال الدين. عاش إيليا منفصلاً عن شرور أمته، فامتلك القوة الأدبية اللازمة لخدمته النبوية. والرب يسوع عاش بالانفصال الكامل عن شرور جيله أدبياً ودينياً. كان « الله الحي » هو مستند إيليا إذ نراه « يصلى بحرارة »، أما المسيح فهو المتكل الفريد على إلهه « أما أنا فصلاة » (مز4:109) .

بعد رفض إيليا، اتجه إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا، الأمر الذي أشار إليه الرب في مجمع الناصرة
(لو24:4-26) . وكما التقى إيليا مع أرملة صرفة بترتيب العناية الإلهية، فإن ذات العناية قادت خطوات المرأة السامرية إلى المسيح.

بدأ إيليا حديثه للمرأة بالقول « هاتى لي قليل ماء .. فأشرب » تماماً كما بدأ الرب حديثه مع السامرية « أعطيني لأشرب »
(يو1:4-26) . كانت الصورة الخارجية توحي بأن المرأة هي التي ستعول إيليا، لكن ما حدث هو العكس. وقد فهمت السامرية، بعد ذلك أن المسيح ليس بحاجة إلى ماء جرتها، بل هي التي تحتاج إلى « عطية الله » بالإيمان بشخصه الكريم.

مضى إيليا في خدمته مشواراً أبعد إذ أقام ابن الأرملة بعد موته. وسيدنا كما « كان لابد له أن يجتاز السامرة ». كان ينبغي أن يُرفع على الصليب، ويذوق بنعمة الله الموت من أجل الخطاة.

ثم عاد إيليا لشعبه فالتقى بعوبديا. وبعد اختطاف الكنيسة ستحصل بقية من إسرائيل حسب اختيار النعمة (رو5:11، 25، 26). ويختم 1مل18 باستعلان قوة ومجد خدمة إيليا أمام الكل وإبادة الأعداء، وقريب اليوم الذي فيه يُستعلن المسيح للكل بالمجد والقوة، ويبيد أعداءه بنفخة فمه.


 

اسحق إيليا

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS