الأربعاء 6 ديسمبر - كانون الأول - 2000

صخر الخلاص


« الوبار طائفة ضعيفة ولكنها تضع بيوتها في الصخر » (أم26:30)

إن الشخص الذي تتوق نفسه للنجاة من الدينونة القادمة، له رسالة من الوبار، تحدثه عن الملجأ الأمين الوحيد.

والوبار حيوان صغير يُشبه كثيراً الأرنب الصغير حجماً وشكلاً ولوناً. وبسبب رجليه المستديرتين، ذات العنصر اللين اللدن، لا يقدر أن يحفر؛ ولذلك لا تلائمه الإقامة في الأوجرة مثل الأرانب بل في شقوق الصخور يُقيم. ويسمّى في الأصل العبري
(شافانShaphan). وهو وارد في قائمة الحيوانات غير الطاهرة في لاويين (5:11) ذلك مع كونه يجتر، لكنه لا يشق ظلفاً. وفى سفر المزامير إشارة إلى نفس الحقيقة التي يتحدث عنها سفر الأمثال « الجبال العالية للوعول والصخور ملجأ للوبار » (مز18:104) . فإذ يرى نفسه ضعيفاً لا يقوى على مدافعة أعدائه، ويعجز عن إقامة بيت يقيه؛ فإنه يجد في شقوق الصخور ملجأ مناسباً يأمن فيه قوة القاتل ويقيه غضبة عناصر الطبيعة.

حقاً هي صورة واضحة؛ فحين كان يكتب الرسول عن الصخرة التي تفجرت منها المياه في البرية، قال « والصخرة كانت المسيح »
(1كو4:10) . وهنا أيضاً نسمع الصخرة تتحدث عنه كمن هو وحده ملجأ الخاطئ. فكما أن الوبار الضئيل، النجس الضعيف، يهرب إلى الصخور، وهناك يأمن، هكذا يفعل الخاطئ النجس، الذي لا عون له، حينما يوقظه الإحساس بحاجته القصوى، وتنذره العاصفة التي توشك أن تهب على رؤوس الذين يهملون خلاص الله، فإنه يهرب لاجئاً إلى الرب يسوع المسيح ويجد فيه ملجأً أميناً، مباركاً لا يقربه عدو، ولا تدنو منه دينونة.

في شقوق الصخور إذاً يختبئ الوبار. وفى المخلص المجروح من أجل خطايانا، والذي سحقته دينونة القدوس، تجد النفس المؤمنة مخبأً ساتراً. فهل وجدت يا عزيزي القارئ ملجأ في المسيح؟ أرجوك يا صديقي، إذاً كنت لا تزال عُرضة لغضب الله، أن تكف عن مساعيك لخلاص نفسك، الأمر الذي لا ينتهي إلا بالخيبة المريرة، واهرب إلى الرب يسوع، وهو لا يزال يرسل دعوة السلام « تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم »
(مت28:11) .


 

هــ. أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS