الخميس 30 نوفمبر - تشرين الثاني - 2000

موســى


« بالإيمان موسى بعدما وُلد أخفاه أبواه ثلاثة أشهر لأنهما رأيا الصبي جميلاً ولم يخشيا أمر الملك » (عب23:11)

القصة في سفر الخروج تعزو الإخفاء إلى الأم التي رأت ابنها أنه حسن. واستفانوس في خطابه المشهور (أع7) ينسب تقدير منظره « جميلاً جدا » إلى الله، أو « جميلاً لله ».

أما أولاً فيجب ألا ننسى أنه منذ ولادته كان ربيب إيمان أبويه، وليد زواج متكافئ الطرفين « رجل من بيت لاوي » ثم « بنت لاوي » فهو « نسل باركه الرب ». آه يا أخي القارئ من زواج النير المتخالف! والأمثلة كثيرة في الكتاب على الزواج المتكافئ والزواج المتخالف.

وبعين الإيمان رأى عمرام ويوكابد أن وليدهما قد أعدَّه الله لنفسه « جميلاً لله » وقد فعل إيمانهما فعله « إذ أخفياه » ولم يخشيا أمر الملك. ويا له إيماناً يتحدى أمر أكبر شخصية في العالم يومئذ. وليس خطأ إن استنتجنا أنهما كانا، إلى درجة ما، على دراية بما قاله يهوه لإبراهيم « نسلك سيكون غريباً.. وفى الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا »، وقد جاء موسى مولوداً في « الجيل الرابع ». فمن خلال نظرة الإيمان، ومن خلال الإيمان بكلمة الله، أقدم الأبوان على إخفاء الطفل متحدّين أمر فرعون الذي قسا قلبه على المولودين الذكور.

لقد أدخلت الأم وليدها إلى « فلك » آخر وطلته بالـحُمر والزفت أسوة بفلك نوح. ونظير نوح، فقد نجّاه الدفن في سفط البردي، كما أن فلك نوح خلـَّصه مع أهل بيته. ففي المسيح اختبأ نوح، وفى المسيح، أيضاً، اختبأ الطفل موسى. وهذا هو أيضاً إيمان « لوئيس وأفنيكى » من جهة تيموثاوس.

أيها الآباء والأمهات: اذكروا هذا الـمَثَل الحي، واذكروا إلى جانبه كلام الحكيم « ربِ الولد في طريقه ــ أو عند مدخل طريقه ــ فمتى شاخ أيضاً لا يحيد عنه »
(أم6:22) . وقال بعض الناس: ربِ الولد منذ ولادته، فإن أهملته أو تراخيت، فالنتيجة أنت مسئول عنها.

ولنا درس في قصة « أدونيا ابن حجيث » الذي أراد أن يحكم إسرائيل بدلاً من الموعود به (سليمان). فقد جاء عنه في سفر الملوك الأول « لم يغضبه أبوه قط قائلاً لماذا فعلت هكذا » (1مل1). فكانت النتيجة لتمرده أن بناياهو بن يهوياداع بطش به فمات.


 

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS