آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

  قريب على الأبواب

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

الفصل السابع

ظهور المسيح والحوادث التي تتبعه

لا يستقيم لنا فهم حقيقة مجيء الرب الثاني كما وردت في فصول عديدة من الكتاب المقدس إلا إذا ميزنا بين شطري هذا المجيء وهما: «مجيئه» و«ظهور مجيئه» (2تس8:2) أو «الاختطاف» و«الظهور أو الاستعلان». إذا خلطنا بين الفصول التي تتحدث عن الاختطاف، والفصول التي تتحدث عن الظهور تكونت لدينا فكرة مشوشة غير منسجمة عن مجيء المسيح الثاني لأن كيفية الاختطاف وظروفه تختلف تماماً عن كيفية الظهور وظروفه. ولتثبيت هذا الحق في الأذهان نورد هنا بعض الفصول التي تتكلم عن الاختطاف على حدة، والفصول التي تتكلم عن الظهور على حدة؛ للمقارنة بينهما.

الاختطاف

«آتي أيضاً وآخذكم إلىَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً» (يو3:14).

«هوذا سِر أقوله لكم: لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير، فإنه سيبوَّق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير» (1كو51:15،52).

«فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها ننتظر مخلِّصاً هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» (في20:3،21).

«وتنتظروا ابنه من السماء الذي أقامه من الأموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآتي» (1تس10:1).

«لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» (1تس16:4،17).

«هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار» (رو11:13،12).

«لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يبطئ» (عب37:10).

«أنا أصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير. والروح والعروس يقولان تعال» (رؤ16:22،17).

«ويقول الشاهد بهذا نعم. أنا آتي سريعاً. آمين. تعال أيها الرب يسوع» (رؤ20:22).

الظهور أو الاستعلان

«وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير» (مت30:24).

«فقال يسوع ... سوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء» (مر62:14).

«هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض» (رؤ7:1).

«متى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تُظهرون أنتم أيضاً معه في المجد» (كو4:3).

«ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو» (1يو2:3).

«عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في لهيب نار معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد في قديسيه» (2تس7:1-10).

«لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله» (رو19:8).

«لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحَن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح» (1بط7:1).

«أنا أناشدك إذاً أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته» (2تي1:4).

«وحينئذ سيُستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه» (2تس8:2).

«لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه» (1تس13:3).

«وتنبأ عن هؤلاء أيضاً أخنوخ السابع من أدم قائلاً هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على جميع أنواع فجورهم» (يه14،15).

«فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم ... وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق. فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً جداً. وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب .. ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك» (زك3:14-5).

«فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور، وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشاً ويحرقهم اليوم الآتي ... ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها» (ملا1:4،2).

«ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب ... والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزاً أبيض ونقياً. ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم. وهو سيرعاهم بعصا من حديد ... وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب» (رؤ11:19،14-16).

بمراجعة هذه الفصول يتبين لنا بكل وضوح أن الاختطاف هو مجيء الرب لأخذ قديسيه، أما الظهور فهو مجيئه مع قديسيه بعد أن يكون قد سبق وأخذهم للمجد. وأن الاختطاف سيتم «في لحظة في طرفة عين» فلا يشاهده العالم، أما الظهور فسيكون «بالقوة والمجد العظيم». حيث «تراه كل عين» إنه بالاختطاف سيأخذ الرب قديسيه ويختفي معهم في المجد في بيت الآب، أما في الظهور فسيأتي معهم ظاهراً بالمجد للعالم وهم ظاهرون معه. في الاختطاف سيأتي كالعريس لعروسه، أما في الظهور فسيأتي كلص في الليل ليدرك الأشرار بالهلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون. إن غرض الرب في الاختطاف هو مجرد أخذ قديسيه إليه، أما في الظهور فله أعمال كثيرة ليجريها في الأرض، إذ يبيد أعدائه وينقي الأرض من جميع المعاثر وفعلة الإثم، تهيئة لإقامة ملكه الألفي السعيد على الأرض. وسنتناول هنا بعض هذه الأعمال بشيء من التفصيل.

1- إبادة أعداء الرب من الأرض عند ظهوره

إن الغرض الرئيسي من ظهور الرب بالمجد مع جميع قديسيه هو أن يقيم ملكوته على الأرض. ولكن يجب أن يسبق ذلك تطهير الأرض من الشر والأشرار، لتكون صالحة لمُلكه؛ مُلك البر والسلام. ومن ضمن الفصول التي مرّت بنا قول الرسول بولس في 2تسالونيكي7:1-10 «عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب مُعطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد في قديسيه». وأيضاً في 2 تسالونيكي8:2 عن إبادة الأثيم الذي هو النبي الكذاب «وحينئذ سيُستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه».

ونرى تفصيل ذلك في سفر الرؤيا. فعندما نقرأ عن ظهور الرب من السماء جالساً على فرس أبيض والأجناد السماويون يتبعونه على خيل بيض، نجد هذا الوصف «ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء» (رؤ15:19،16). ثم نقرأ بعد ذلك مباشرة أن أشرار الأرض بزعامة الوحش والنبي الكذاب سيستقبلون ظهور الرب بالحرب ضده «ورأيت الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليصنعوا حرباً مع الجالس على الفرس ومع جنده». ويوضح لنا الوحي النتيجة بالتفصيل «فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته (قبض عليهما متلبسين بجريمة العصيان العلني) وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت» فيكونان أول من يُطرح في «النار الأبدية»، قبل إبليس نفسه وملائكته التي هي معدة لهم، ثم نقرأ عن نتيجة الحرب بالنسبة لملوك الأرض وأجنادهم «والباقون قُتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه وجميع الطيور شبعت من لحومهم، لحوم ملوك ولحوم قواد ولحوم أقوياء ولحوم خيل والجالسين عليها ولحوم الكل حراً أو عبداً صغيراً أو كبيراً» (رؤ18:19).

ونجد في حزقيال38،39 محاربة الرب أيضاً لجيوش جوج وماجوج والشعوب الكثيرين الذين معهم، ونقرأ عن نتيجة تلك الحرب وصفاً مماثلاً لنتيجة الحرب مع جيوش الوحش والنبي الكذاب «قُلّ لطائر كل جناح ولكل وحوش البر اجتمعوا وتعالوا احتشدوا من كل جهة إلى ذبيحتي التي أنا ذابحها لكم ذبيحة عظيمة... لتأكلوا لحماً وتشربوا دماً، تأكلون لحم الجبابرة وتشربون دم رؤساء الأرض ... فتشبعون على مائدتي من الخيل والمركبات والجبابرة وكل رجال الحرب يقول السيد الرب» (حز 17:39-20).

وبذلك نجد أن الرب عند ظهوره سيبيد كل الأعداء المتجمعين ضده من الغرب، ومن الشرق، وملك الشمال، وجوج وماجوج وكل الأمم المتحدة معهم.

2- دينونة الأحياء

بعد أن يتخلص الرب من أعدائه يجري فرز الأشرار عن الأبرار في الأرض لأنه لا يقيم ملكه إلا على الأبرار فقط. وعملية الفرز هذه يشير إليها يوحنا المعمدان بقوله «الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ» (مت12:3). ويشير إليه الرب له المجد بقوله «وفي وقت الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولاً الزوان واحزموه حزماً ليحرق وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني» (مت30:13)، وأيضاً «هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (مت49:13،50). ويشير إليها أيضاً الرائي بقوله «أرسل منجلك واحصد لأنه قد جاءت الساعة للحصاد إذ قد يبس حصيد الأرض» (رؤ15:14).

ونرى تفصيل دينونة الأحياء التي فيها يجري الرب عملية الفرز هذه في متى25. وقبل أن نبين تفصيلاتها نقول أنه توجد دينونة خاصة بالأحياء ودينونة خاصة بالأموات، كل منهما على حدة؛ وليس دينونة واحدة عامة كما يظن الكثيرون. ويقول الرسول بولس أن الرب «عتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته» (2تي1:4). فدينونة الأحياء ستكون عند الظهور وقبل الملكوت، وسنرى الآن أنها ستجرى على شعوب أحياء على الأرض، ولا إشارة فيها بالمرة إلى أموات يقامون. أما دينونة الأموات فستكون بعد الملك الألفي ولا ذكر فيها لأحياء بالمرة، وسنتأمل فيها بالتفصيل في فصلٍ تالٍ.

يقول الرب له المجد «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه (هذا هو الظهور)، فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب (الأحياء على الأرض طبعاً). فيميّز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك (وهذا اللقب يؤكد أن دينونة الأحياء ستكون تمهيداً لملك المسيح على الأرض) للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المُعَّد لكم منذ تأسيس العالم (أي كما كان آدم ملكاً في جنة عدن. أما بركات المؤمنين السماويين فهي معدة قبل تأسيس العالم)، لأني جُعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريباً فآويتموني عرياناً فكسوتموني مريضاً فزرتموني محبوساً فأتيتم إلىّ (لا يمكن أن تكون هذه الأقوال خاصة بشروط الدخول إلى السماء إذ واضح من الكتاب أنه بالإيمان بشخص المسيح وعمله الكفاري وأن أثمار ذلك الإيمان لا تنحصر في الأشياء المذكورة هنا بل هي واسعة النطاق جداً). فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك؟ ... فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر (فهم إذاً موجودون في المشهد وهم البقية الأمينة الخارجة من الضيقة لترث الملك على الأرض)، فبي فعلتم. ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعَّدة لإبليس وملائكته، لأني جُعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني (لا يمكن أن تكون هذه هي حيثيات الحكم في دينونة العرش العظيم الأبيض لأنها ستكون بحسب جميع الأعمال كما هو مكتوب في الأسفار)... حينئذ يجيبونه هم أيضاً قائلين: يا رب متى رأيناك جائعاً أو عطشاناً ... ولم نخدمك؟ فيجيبهم قائلاً: الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا» (مت31:25-45). إذاً فدينونة اليمين واليسار هي دينونة الأحياء تمهيداً لوراثة الملك الأرضي وليست الدينونة العامة كما يسود الاعتقاد.

3- القبض على الشيطان وتقييده وطرحه في الهاوية

هذا هو آخر إجراء يأمر به الرب قبل تأسيس مُلكه السعيد على الأرض، حتى يصفو جو الملكوت من كل تعكير وتكدير. ونجد وصف هذا الإجراء بوضوح في رؤيا1:20-3 «ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان وقيده ألف سنة. وطرحه في الهاوية وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يضل الأمم فيما بعد حتى تتم الألف سنة». ليس هذا هو القضاء النهائي على الشيطان لأن الهاوية هي السجن فقط، ولكن مقره الأبدي هو البحيرة المتقدة بنار وكبريت المعدة له ولملائكته، والتي سيشاركه فيها كل من ساروا في ركابه وانضووا تحت لوائه من البشر الأشرار التعساء، الذين بغوايته رفضوا رحمة الله وخلاصه المقدم لهم بالمسيح هبة مجانية.

في رؤيا12 نقرأ أنه حدثت حرب في السماء، كان من نتيجتها أن طُرح الشيطان من مقره في دائرة السماويات في الهواء إلى الأرض وبه غضب عظيم. كانت هذه هي الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية فهي تقييده وطرحه في الهاوية. ويحرص الوحي على القول «وأغلق عليه وختم عليه» لأنه إذا أغلق الله وختم فلا يمكن لأحد أن يفتح، وهذا لتأكيد الطمأنينة لرعايا الملك الألفي أن المجرِّب سوف لا يكون له عمل بينهم في مدة الألف السنة. أما الخطوة الثالثة والنهائية فهي قبل دينونة الأموات حيث نقرأ «وإبليس الذي كان يضلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب، وسيعذَّبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين» (رؤ10:20).

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.