لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

الفرق بين معمودية يوحنا

 والمعمودية المسيحية

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

الفصل الثالث

 

الفرق بين معمودية يوحنا

والمعمودية المسيحية

 

اختلافات جوهرية واضحة بين معمودية يوحنا والمعمودية المسيحية نذكر البعض منها الآن:-

أولاً: معمودية يوحنا كانت قبل ظهور المسيح لإسرائيل وقبل بدء خدمته، أما المعمودية المسيحية فأول حديث جاء عنها كان بعد قيامة المسيح من الأموات (مت18:28-20).

ثانياً: كان الغرض من معمودية يوحنا هو إعداد اليهود لاستقبال المسيح الذي كان مزمعاً أن يظهر ليؤسس ملكوته على الأرض باعتباره المسيا الذي ينتظرونه، أما المعمودية المسيحية فإنها تحمل معنى الدفن مع المسيح ( رو3:6) ، (كو12:2)، لذلك لم يشار إليها إلا بعد رفض اليهود للمسيح وصلبهم إياه، وأيضاً بعد قيامته.

ثالثاً: معمودية يوحنا كانت لليهود فقط: "حينئذ خرج إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم" (مت5:3)، وذلك لأن غرض معموديته كما سبق الكلام هو تهيئتهم لاستقبال المسيا الذي قال بنفسه: "لم أُرسَل إلاّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت24:15)، أما المعمودية المسيحية فهي لكل من يؤمن بالمسيح إيماناً قلبياً من كل العالم حسب إرسالية الرب لتلاميذه: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت19:28)، وأيضاً: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يُدَن" (مر15:16).

رابعاً: معمودية يوحنا قام بممارستها هو وتلاميذه أيضاً، أما المعمودية المسيحية فقد قام بها تلاميذ المسيح بناء على إرساليته لهم (مت18:28-20)، وحتى الإشارة الواردة في (يو1:4، 2) والتي لاعلاقة لها بالمعمودية المسيحية بل هي شبيهة بمعمودية يوحنا المعمدان، لم يمارسها المسيح بل كان يمارسها تلاميذه في بدء خدمته على الأرض.

خامساً: معمودية يوحنا كان يمارسها اليهود للحصول على غفران خطاياهم، فهي مرتبطة بالغفران والغفران مرتبط بها، وليست هي إعلان عن تغيّر روحي قد تم، أما المعمودية المسيحية فهي تعبّر وتشير وتُعلن عن اتحاد المؤمن بالمسيح بالإيمان، كما أن الذي يعتمد لا يعتمد لتُغْفَر خطاياه، بل لأن خطاياه قد غُفِرت.

لقد تغير مركزنا أمام الله من جهة ارتباطنا بآدم الأول من خلال موت المسيح على الصليب، وبالمعمودية نظهر موتنا مع المسيح وانفصالنا عن كل الدوائر الموضوعة تحت الدينونة إلى دائرة أبناء الله.

سادسا: معمودية يوحنا يُشترط فيها الاعتراف بالخطية: وتتم بالماء (مت6:3)، أما المعمودية المسيحية فيُشتَرط فيها أن يعترف الشخص المُعمَّد بإيمانه بالمسيح المخلّص، وتتم باسم الآب والابن والروح القدس (مت19:28)، (مر15:16-16)، وتتم أيضاً بالماء (أع36:8-38).

سابعاً: إن أكبر دليل على أن معمودية المعمدان والمعمودية المسيحية هما معموديتان لا معمودية واحدة، هو ما جاء في (أع2:19-5) حيث لما وصل الرسول بولس إلى أفسس ووجد فيها تلاميذ سألهم: "هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟ قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس. فقال لهم: فبماذا اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا. فقال بولس: إن يوحنا عمد بمعمودية التوبة، قائلاً للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بالمسيح يسوع، فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع". لقد اعتمدوا بالمعمودية المسيحية رغم أنهم كانوا مُعمَّدين بمعمودية يوحنا فالأولى لا تغنى عن الثانية.

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة