جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

الصفحة الرئيسية : تفاسير : نشيد الأنشاد : ص 7، آية 11 و12

خمائل الطيب: تفسير نشيد الأنشاد

ص 7، آية 11 و12

11 و12-"تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى. لنبكرن إلى الكروم لننظر هل أزهر الكرم هل تفتح القعال هل نوَّر الرمان. هنالك أعطيك حبي".

لقد رأينا قبلا كيف ان الحبيب قد نـزال إلى جنته لينظر "هل أقعل الكرم هل نور الرمان"(ص6: 11) الأمر الذي يدل على اهتمامه الكلي بوجود الحياة المثمرة في النفوس، وهنا في العددين اللذين أمامنا نرى كيف ان العروس وهي في ملء الشركة متمتعة بمحبة العريس، لها نفس الفكر والاهتمام اللذين له فتتحدث إليه عن أمور تعلم أنها تسره، فتدعوه بان يذهب معها لينظرا "هل أزهر الكرم هل تفتح القعال هل نور الرمان" لقد صار لها اتحاد أو وحدة معه في الذهن والقلب لان إيمانها قد وصل إلى قياس أفكاره وعواطفه من نحوها.

أننا لا نتوقع ثمرا في إسرائيل كأمة في التدبير الحاضر، لأننا نعيش في عصر النعمة _عصر الإنجيل المقدم إلى كل أمم الأرض، ومن واجب الكنيسة ان تهتم بتوصيل بشارة الخلاص إلى النفوس البعيدة التي في "الحقول" (أي العالم) "ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول أنها قد ابيضت للحصاد"(يو4: 35) وأنه لمن امتيازنا ان يكون لنا فكر المسيح نفسه من نحو النفوس المسكينة الموجودة في العالم، وكم يلذ للمؤمن الذي له "فكر المسيح" ان يرى نفسا تعترف بالمسيح مخلصا وربا، وليس ذلك فقط بل ان يرى فيها ثمرا يدل على وجود الحياة الروحية فيها.

*     *     *

يبدو ان في القول "لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى. ." إشارة إلى ان بركات وأمجاد الألف سنة ستتجاوز حدود إسرائيل، فأورشليم ومدن يهوذا باعتبارها المركز الأرضي لمجد المسيا لا بد ان تمتلئ أولا بذلك المجد، ومن هناك ينتشر حتى تمتلئ الأرض كلها من مجده، وكم هو جميل ان يهوذا سيكون متحدا ومشتركا مع مسيحه في ذلك المجد الذي سيملأ أرجاء المسكونة، وهذا ما نراه جليا في قول العروس "تعال يا حبيبي لنخرج _لنبت _ لنبكرن_ لننظر. . . " ثم في ثقة القلب تضيف ما يرينا إياها جالسة في حضرته "هنالك أعطيك حبي" لقد فاض القلب، ومن ثم فاضت المحبة كأنهار متدفقة إذ تقول "حبي" (بلغة الجمع * ) أنها محبة فائضة، ومتى كان المسيح غرض القلب فليس كثيرا عليه ان يفيض بوفرة وبغزارة.

قبل هذا تكون الكنيسة وجميع القديسين الذين يقومون عند مجيء الرب ثانية قد تمجدوا مع المسيح في أورشليم العليا، لان قصد الله هو ان "يجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض" (أف1: 10) أعني  أنه سيسود بقوته على دوائر الملكوت السماوية والأرضية وحينئذ تتحدان معا كما يسلم يعقوب، وسيكون مجد القديسين السماويين ظاهرا للذين على الأرض بل ولكل العالم "ليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني" (يو17: 23).

*     *     *


* "حبي" بلغة الجمعLoves