جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.

الصفحة الرئيسية : تفاسير : نشيد الأنشاد : ص 1، آية 2

خمائل الطيب: تفسير نشيد الأنشاد

ص 1، آية 2

2-"ليقبلني بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر"

          من هذا الذي تطلب منه العروس ان يقبلها، أليس هو الرب يهوه _ الله؟ نعم أنه هو بلا شك، كما أنه أيضا الإنسان _ يسوع _ المسيا، ولكن ما أجمل كلمات العروس التي يزينها الخشوع، فهي لا تقول "ليقبلني الله" أو "ليقبلني الرب يهوه _ أو المسيا" بل تقول بكل ورع "ليقبلني (هو)" ليتنا مع يقيننا بمحبة المسيح نتمثل بالعروس فنتحدث عنه أو معه بكل وقار واحترام، ونوجد في حضرته "بخشوع وتقوى" متمثلين أيضا برفقة فأنها إذ رأت عريسها اسحق "نـزلت عن الجمل... وأخذت البرقع وتغطت"(تك24: 64و65).

*     *     *

          ثم ان العروس لا تذكر اسم عريسها فلا تقول سوى "ليقبلني......" ذلك لأنها لا تعرف عريسا أو حبيبا آخر سواه. أنه هو وليس سواه غرضها الوحيد الذي ملك على عواطفها وعلى كيانها، وكأنه لا يوجد في كل العالم شخص غيره، لذا تقول "ليقبلني" أنها كمريم المجدلية حين قالت له لما ظنته البستاني "ان كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه"(يو20: 15) فهي لا تذكر اسما لذلك الشخص الذي نتحدث عنه. حقا ما أحوجنا ان يكون لنا قلب مليء بالمحبة لهذا العريس ومكرسا له كقلب المجدلية! أو كقلب يوحنا الحبيب الذي يفتتح رسالته الأولى بهذه العبارة التي تدل على ان قلبه كان ممتلئا بالرب، فلم يقل سوى "الذي كان من البدء".

*     *     *

          ولنلاحظ أيضا جمال هذا الأسلوب من الناحية النبوية، فقد جاء الرب له المجد _ إلى خاصته وأما خاصته فلم تقبله، بل بالحري رفضته، وبدلا من ان ترحب أورشليم بملكها وعريسها فقد رفضته وصلبته، " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت ان أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها وأنتم لم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا. والحق أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب"(مت23: 37-39، لو13: 34و35). صحيح ان هبات الرب بلا ندامة، وهو تبارك اسمه يريد ان يبارك أورشليم ولا بد ان يباركها، ولكن بما أنها رفضته فعليها ان ترجع أولا بقلبها إليه، ويجب عليها ان تبدأ هي بطلبه. عليها ان تبدأ هي بالكلام "لا ترونني حتى تقولوا". لقد ترك ذلك البيت خرابا ودعاه "بيتكم" فهو ليس فيما بعد "بيت أبيه"(يو2: 16) ولكنه يقول عنه _ أي عن الهيكل "بيتكم يترك لكم خرابا....وأنكم لا ترونني حتى تقولوا "مبارك الآتي باسم الرب" وهوذا أورشليم _ عروس النشيد هي التي سيبدأ بالكلام _ أو بالحري بطلب العريس قائلة "ليقبلني....." وهذا ما سيتم فعلا عندما تستيقظ البقية من سباتها بسبب الآلام القاسية والمرة التي ستجتاز فيها "ضيق يعقوب" فأنها عندئذ سترجع بكل قلبها إلى ذاك الذي رفضته واحتقرته بل وبدلا من ان نتوجه ملكا عليها صلبته مفضلة عليه لصا أثيما. عندئذ ستستجاب على الوجه الأكمل صلاة الرب وهو على الصليب من أجل تلك الأمة التي ارتكبت أشنع خطية حدثت فوق الأرض "يا أبتاه أغفر لهم".

*     *     *

"ليقبلني بقبلات فمه"

لقد تمنت العروس ان تتمتع بقبلات عريسها، وقد يحسب البعض ان ذلك تصلف منها وجسارة غير لائقة، وذلك ناشئ عن عدم أذراكهم لمحبة العريس "الفائقة المعرفة": ان "المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لان الخوف له عذاب وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة"(1يو4: 18) فالنفس التي نمت في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح، وبالتالي تقدمت في أدراك محبة العريس العجيبة لا تخشى ان تتكئ على صدره، وفي حضنه (كالتلميذ الذي كان يسوع يحبه) وان ترتمي بثقة كاملة بين ذراعيه لتتمتع بقبلات فمه.

لا شك ان العروس مع علمها بطهارة عريسها ونقاوته غير المحدودة، وأنه قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة، كانت تعرف أيضا أصلها ومن هي. كانت تعرف أنها بحسب الطبيعة نجسة، وان حنجرتها قبر مفتوح.. وفمها مملوء لعنة ومرارة "اصلبه اصلبه" ومع ذلك فقد أيقنت ان حبيبها لن يعطل محبته أي معطل، وأنه لا بد ان يقبلها بفمه الطاهر. قد يظن ان هذه مغالاة منا في وصف محبة العريس لنا نحن الخطاة، ولكن أليس ما عمله الآب مع ابنه الأصغر _ الابن الضال صورة جلية تؤيد هذه الحقيقة المباركة؟ فالأب الطاهر النقي بمجرد ان رأى ابنه من بعيد، وهو في حالته القذرة وثيابه الرثة التي كان يرتديها وهو يرعى الخنازير، ركض (أي الآب) ووقع على عنقه وقبله (لو15). أيها الرب سيدنا ما أعجب محبتك لنا نحن البشر المساكين!

*     *     *

ان القبلة هي أيضا علامة المصالحة، وهوذا العروس تطلب إليه ان يقبلها، فهي أدركت أنه تبارك اسمه هو "الوسيط المصالح". نعم ان العداوة أتت من جانب الإنسان، فقد كنا "قبلا أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة"(كو1: 21) أما المصلحة فقد أتمها الله بتقديمه ابن محبته للموت نيابة عنا ". . . .قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه"(كو1: 21و22). ان صليب ربنا يسوع المسيح، والحجاب الذي شق من فوق إلى أسفل، والحربة التي طعن بها سيدنا في جنبه الطاهر _ هذه كلها تعلن بكل وضوح هاتين الحقيقتين _ العداوة من جانب الإنسان، والمحبة والمصلحة من جانب الله بواسطة موت ربنا يسوع المسيح (انظر 2كو5: 18-21،أف2: 13-19).

لقد كانت لغة العداوة من ناحية الإنسان "اصلبه اصلبه" ولكن كان جواب المسيح على تلك العداوة "يا أبتاه أغفر لهم". وقد وضحت عداوة القلب البشري وبغضه في الحربة التي طعن بها جنب المسيح، فجاوبت محبته _ له المجد على تلك البغضة "بالدم والماء" اللذين خرجا من جنبه. حقا ما اردأ وأبشع القلب البشري، وما أعجب محبتك يا سيدنا! هبنا ان ننمو في معرفتك وفي معرفة محبتك " الفائقة المعرفة".

*     *     *

وهناك أمر آخر جدير بالملاحظة، وهو ان العروس لا تطلب قبلة واحدة ولا قبلات كثيرة من فمه بل "قبلات فمه" أي كل قبلات فمه، والمؤمن الحقيقي الذي ذاق حلاوة النعمة "ان كنتم قد ذقتم ان الرب صالح"(1بط2: 3) يريد ان يتمتع في كل حين بكل محبة العريس ويمتلكه لذاته ويخصصه لنفسه "الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي"(غل2: 20). يريده هو وليس سواه "من لي في السماء. معك لا أريد شيئا في الأرض"(مز73 : 25). هكذا كانت حالة المجدلية عند قبر السيد، فقد قالت له عندما ظنت أنه البستاني "يا سيد ان كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه"(يو20: 15) فقد اعتبرت أنه له المجد ملكها وحدها دون سواها، وان من حقها ان تأخذه. أليس هذا هو التكريس بمعناه الصحيح، وان هذا ما يعوز المؤمنين الحقيقيين في أيام الهزال الروحي التي نعيش فيها؟

من الغريب والمؤلم أننا كثيرا ما نتصرف تصرفا عكسيا في أهم الأمور، فنقع بالقليل من الشركة مع الرب والتمتع به. نرضى ولو بقبلة واحدة من فمه ونظن أننا بها وصلنا إلى أسمى ما يمكن أي يصل إليه المؤمن، وفي الوقت نفسه نطمع في الكثير من الأمور الزائلة التي نخدع بها مع أننا لو نظرناها في نور المقادس _ نور محبة ونعمة المسيح لوجدنا أنها "نفاية" أو بالحري "باطل وقبض الريح".

نعم لقد امتلك العريس كل كيان العروس، لذا كان غرضها الوحيد ان يقبلها "بقبلات فمه" هو وليس سواه. أنها لا تريد قبلات غيره، فلا تبغي رضى العالم عنها _ذلك العالم الذي صلب ربها وصار عدوا له وبالتالي عدوا لها "غاشة هي قبلات العدو"(أم27: 6) أنه لأمر محزن جدا إلى المسيحية قد عانقت العالم وتصالحة معه فأصبحت عالمية. أما العروس الأمينة لعريسها فقد أيقنت "ان محبة العالم عداوة لله. وان أراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله"(يع4: 4) "ان أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته"(1يو2: 15-17).

أيها الرب سيدنا الجليل وعريسنا الطاهر، هبنا بنعمتك ان نطلب ما فوق حيث أنت جالس عن يمين الله، وان نهتم بما فوق لا بما على الأرض. أنر عيون أذهاننا لنراك مكللا بالمجد والكرامة ونتفرس في ثغرك أنت الذي "انسكبت النعمة على شفتيك" فنرتمي بين ذراعيك _ ذراعي النعمة والمحبة لنشبع ونرتوي بقبلات فمك.

لان حبك أطيب من الخمر

وهنا نلاحظ شيئا يدعو إلى التأمل، وهو ان العروس كانت تتكلم عن العريس بصيغة الغائب "ليقبلني (هو) بقبلات فمه" كما لو كان غير حاضر أمامها1 ولكنها تراه على الفور أمامها وتكلمه بصيغة المخاطب "لان حبك (أنت) أطيب من الخمر" "وفي هذا معنى جميل ومغزى سام، فأنها بمجرد ان أظهرت أشواقها إلى عريسها الغائب عنها، أظهر هو ذاته لها في الحال. أنه تبارك اسمه لا يمكن ان يبقى مدينا لمحبة المؤمن ولأشواقه إليه وحنينه لرؤيته "الذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي . . ان أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منـزلا"(يو14: 21و23).

ان العروس لا تتغنى هنا عن محبتها لعريسها ولكنها تشيد بمحبته هو لها لان حبك (أنت)، ونحن كلمنا نمونا وتعمقنا في أدراك محبة المسيح الفائقة المعرفة ننسى أنفسنا ونحسب ان محبتنا له لا تقاس بمحبته الكاملة لنا _ أنها محبة ثابتة غير متغيرة وهذا ما نراه في هذا السفر كما في أجزاء الكتاب المقدس، أما محبتنا له غير مستقرة، فتارة قوية ومضطرمة في عواطفنا وتارة ضعيفة وفاترة، تارة سمو وارتفاع وتارة في هبوط وانخفاض، نعم هي كذلك في كثير من الأحايين، كان الرب يهمس في داخلنا "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى فأذكر من أين سقطت وتب"(رؤ2: 4و5) ان الرب يقدر محبتنا له كل التقدير ويسألنا عنها. هل يستطيع كل منا إذا ما سأله الرب "أتحبني"؟ ان يجيب بكل صدق وإخلاص "نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك"(يو21) ومع ذلك فأنه حتى إذا كانت محبتنا للرب قوية ومضطرمة وفي سمو وارتفاع فأنها ليست شيئا يقارن بمحبة الرب لنا، فقد أحب خاصته الذين في العالم "إلى المنتهى".

             يا رب قد أحببتني                 بحبك العجيب

             حبي إزاء حبك                    لا شيء يا حبيب

نعم يا ربنا وسيدنا ما أعجبك وما أعجب حبك لنا وما اسمه. أنه:

أطيب من الخمر

ما أقوى تأثير الخمر على مشاعر وحساسيات الإنسان المثقل بالهموم والأحزان "أعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمري النفس. يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد"(أم31: 6و7)1 ونحن إذ نعبر كل يوم في "وادي البكاء"، لاشيء يرفعنا فوق آلام الحياة وظروفها المتنوعة ويسمو بنا فوق كل همومنا ألا التغذي والتلذذ بمحبة العريس المبارك، فهي، ولا شيء سواها تؤثر على كل مشاعر النفس وحاسيات القلب فينسى المسكين الذليل المتضايق من آلام وأمراض وفقر في الحياة، كل ظروفه هذه، فبينما تذرف عينه دموعا يفيض قلبه فرحا وسلاما "عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا"(مز84: 6) "كحزانى ونحن دائما فرحون"(2كو6: 10) "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي"(مز94: 19) ولا يستطع سوى الروح القدس ان يعلن لنا بكيفية جذابة ومؤثرة محبة العريس المبارك لنا "ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم"(يو16: 14) فهو يفعل في نفوسنا بقوته الإلهية التي تفوق بما لا يقاس تأثير الخمر فنمتلئ فرحا ونغني ونرنم بمحبة عريسنا المبارك "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب"(أف5: 18و19) ليتنا نحني ركبنا مع رسول الأمم العظيم لدى أبي ربنا يسوع المسيح لكي يعطينا بحسب غنى مجده ان نتأيد بالقوة بروحه في الإنسان الباطن ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا. ولنعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة(أف3: 14-19).

*     *     *

وإذا نظرنا إلى الخمر (التي هي عصير الكرمة النابتة من الأرض) كإشارة إلى كل أفراح الأرض ومباهجها فان محبة المسيح تفوق كل الأفراح والمسرات الأرضية. ليتنا نمتحن نفوسنا لنرى هل نحن نرتشف في كل حين من منهل محبة المسيح العذاب أم قد سكرت قلوبنا بمحبة العالم "فاحترسوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار(جمع خمر) وسكر وهموم الحيوة"(لو21: 34).

وكما كان النذير للرب (في العهد القديم) "عن الخمر والمسكر يفترز ولا يشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب ولا يأكل عنبا رطبا ولا يابسا"(عدد6: 4و5) هكذا المؤمن _ المسيحي الحقيقي الذي باتحاده بالنذير الكامل ربنا يسوع المسيح أصبح هو أيضا نذيرا للرب، لا يليق به ألا ان يكون أمينا كل أيام حياته فلا يشترك في مسرات العالم وملاهيه الكاذبة بكل تكون كل ذاته ومسرته في الشركة المقدسة مع العريس المبارك الذي عاش هنا فوق الأرض كالنذير الفريد "وأقول لكم أني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي"(مت26: 29) وهل كان ممكنا أنه _تبارك اسمه يجد فرحه في مسرات الأرض التي تلطخت بالأثم؟ وهل يستطيع النذير المسيحي الذي اتحد بالمسيح النذير الكامل ان يجد سرورا حقيقيا في مسرات العالم الملوث بالخطية والذي رفض سيده وصلبه؟ وأنه وان ولم يكن لنا نصيب في مسرات الأرض الزائلة فلنا فيه نبع سرور وفرح لا ينطق به ومجيد كما أنه سيأتي الوقت السعيد الذي فيه سنشارك العريس في أفراح المجد التي لا تزول، وستكون لنا أيضا شركة معه في الأفراح التي سيغمر بها شعبه الأرضي في الملك الألفي السعيد عندما يظهر كملكي صادق الحقيقي الذي سيبهج وينعش أجناد الرب الظافر "أولاد إبراهيم" بخبز وخمر الملكوت (تك14) عندئذ تكمل أيام الانتذار. والملك في أورشليم سيعيد علاقته بشعبه الأرضي مرة أخرى وستشرك أمم وشعوب الأرض معهم في أفراحهم، وستعرف ابنة صهيون عندئذ معنى تلك الكلمات التي قيلت قديما في عرس قانا الجليل "أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن"(يو2: 10).


1 –ان البقية التقية لا يمكن ان ترى العريس _المسيا إلا إذا طلبته هي ". . لا ترونني حتى تقولوا (أنتم) مبارك الآتي باسم الرب" ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لنا لان المسيح هو الذي أتى إلينا وفتش علينا "جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك"            

                                              (3خ) 

1 – ليس الغرض من إيراد هذين العددين هو ان نجيز لأي واحد من المؤمنين ان يتعاطى الخمر، وأنما قصدنا هو المقارنة فقط بين فعل الخمر المادية وتأثيرها فبمن يتعاطاها وبين فعل وتأثير محبة المسيح في نفس المؤمن في أي ظرف من الظروف الحياة، وإذا نظرنا إلى المؤمن كملك "فليس للملوك ان يشربوا خمرا ولا للعظماء المسكر"(أم31: 4و5).