لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

 تفسير إنجيل مرقس

بنيامين بنكرتن

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

الأصحاح السادس

1 وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 2 وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ 3 أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5 وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. 6 وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى الْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ. (عدد 1-6).

إن قوة المسيح الإلهية وإن كانت عظيمة لم تظهر على أسلوب يُؤيد كبرياء الإنسان وعُجبِ طبيعتهِ البشرية، فالإنسان كان مُكلَّفًا بقبولهِ؛ لأنهُ أعلن صفات اللاهوت، فلم يشاء أن يملق ويُعضد الأهواء الإنسانية ولا أهواء اليهود كأُمة. فإذا قبِلَ الإنسان الله وجبِ عليهِ أن يقبلهُ كما هو غير أن الطبيعة الساقطة تأبى أن تفعل ذلك، ولا يُخفى أن الطبيعة الإلهية قد أعلنت باتضاع يسوع إعلانًا أجلى وأفضل مما لو جاء كمَلِك مجيد، لكنهُ لم يكن في حالٍ يصبو إليها القلب الإنساني؛ لأنهُ كان ابن النجار وذلك كان كافيًا لرفضهِ من البشر، فقد حكموا حسب الجسد؛ لأن أنسباء يسوع كانوا بينهم فلم يقضوا إلا بحسب رأي العين الجسديَّة. أما الرب فتعجب من عدم إيمانهم وتركهم بعد أن لبى طلب بعضهم؛ لأن نعمتهُ لا تُفرَغ ولا تستقصى، وقال: أن ليس لنبي كرامة في وطنهِ، فإنهُ هناك كان معروفًا حسب الجسد. وكذلك كان الأمر ليس في كفرناحوم فقط بل في إسرائيل أيضًا. انظروا كيف أن عدم الإيمان هو المانع الأعظم لإجراء قوة الله. أما إيمان المرأة العليلة التي لمست ثوبهُ فكان باعثًا على ظهور تلك القوة، كما أن جحود أبناء وطنهِ وعدم إيمانهم حال دون إجرائها، فقد رأينا كيف أنهُ لم يستطع أن يفعل آية واحدة هنالك. فنسألهُ تعالى أن يصوننا حتى لا نضع مانعًا في سبيل نعمتهِ التي لا تنفكُّ عن العمل إلا إذا حُجزتْ بعدم الإيمان، فعلينا أن ندرك قيمة الانتفاع بقوتهِ وان تحملها على العمل فينا بالإيمان.

7 وَدَعَا الاثْنَيْ عَشَرَ وَابْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ، 8 وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصًا فَقَطْ، لاَ مِزْوَدًا وَلاَ خُبْزًا وَلاَ نُحَاسًا فِي الْمِنْطَقَةِ. 9 بَلْ يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَال، وَلاَ يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ. 10 وَقَالَ لَهُمْ:«حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتًا فَأَقِيمُوا فِيهِ حَتَّى تَخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. 11 وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ لَكُمْ، فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْفُضُوا التُّرَابَ الَّذِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ». 12 فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا. 13 وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ. (عدد 7-13).

ثم أرسل يسوع تلاميذهُ للخدمة، فلنا بذلك بينة على قوَّتهِ اقطع من معجزاتهِ نفسها. فإنهُ أعطاهم السلطان على اجتراح الآيات وإخراج الشياطين فلا ريب في أن هذه قوة إلهية؛ لأن الله وحدهُ يقدر أن يجعل الإنسان قادرًا على صنع العجائب والآيات. أَيستطيع الإنسان أن يُعطي غيرهُ هذا السلطان؟ كلا. أما يسوع فمنح تلاميذهُ هذه الهبة فتقلدوها وأخرجوها الشياطين حقيقةً، وما ذلك إلاَّ لأن يسوع كان الله قد ظهر بالنعمة على الأرض. فقد سبقنا وقلنا أن معجزات الرب كلها ومعجزات تلاميذهِ لم تكن نتيجة القوة فقط مثل عجائب موسى وإيليا، بل هي أثمار الجودة الإلهية، على أنهُ ربما استثنينا من ذلك لعن شجرة التين غير أن هذه الآية ليست إلاَّ دليلاً على هذا الموضوع نفسهِ. أي حضور الله في الجسد بحيث أنهُ من الضرورة أنهُ يفعل الأعمال اللائقة بطبيعتهِ التي هي المحبة، ولكن إذا رُفض فلا بد أن يدين ولا دينونة كدينونة المحبة المرفوضة، فإن شهادة يسوع المرسومة بالمحبة والمُثبتة بآياتهِ الباهرة كانت قد رُفضت. وأصبح إسرائيل المُمَثل القلب الإنساني عقيمًا ولم يأتِ بأثمار بعد أن بذل الله بجودتهِ وإعلانهِ كل العناية المُمكنة لإصلاحهِ، ومن ثمَّ قضى على تلك الشجرة المجدبة قضاءً أبديَّا فلن تأتي بأثمار. وحُكم الله على إسرائيل هو حُكمهِ على الإنسان الساقط على وجه الإطلاق، ونقدر أن نقول: أن الإنسان قد أوضح صفاتهِ السيئَة تمامًا في تاريخ إسرائيل، أي أنهُ مُفعم من الإثم الفظيع حتى عجزت كل الوسائط التي استعملها الله عن إيقاظ عاطفة واحدة في قلبهِ نحو خالقه،ِ بل اتصل بهِ الشر والعناد إلى رفض ابنهِ الوحيد فأمسى مرفوضًا من الله ومقضيًا عليهِ نظرًا لحالتهِ الطبيعية. على أنهُ لهُ المجد يستطيع أن ينقذهُ بإعطائهِ طبيعة جديدة بروحهِ القدوس إنما لا رجاء لهُ في حالتهِ الطبيعية؛ لأنهُ مهما تكلفنا لأجل إصلاح البشر وإرجاعهم إلى الله، فلا نستطيع أن نعمل أكثر مما عمل الله لإسرائيل انظر (إش1:5-7)، ولم ينتج من جميع أعمالهِ اللطيفة سوى كشف الحقيقة المُحزنة أن الإنسان غير قابل الإصلاح فإذًا ينبغي أن يولد ثانيةً.

وفضلاً عن أن ليسوع قوة على إعطاء تلاميذهِ سلطانًا على الأرواح الشريرة، لهُ سلطة أيضًا على إخضاع القلوب البشرية والتصرُّف بها كيفما شاء بحيث يستطيع أن يرتبها بعنايتهِ ويستخدمها لتتميم أوامرهِ موقنًا، كما يستخدم الرياح والعناصر. فإنهُ أوصى تلاميذهُ بالانطلاق وأن لا يأخذوا شيئًا في سفرتهم. ومع ذلك شهدوا أخيرًا حسبما ورد في إنجيل لوقا جوابًا لمُعلمهم أنهم لم يحتاجوا شيئًا. فقوة عمانوئيل قد عضدتهم. ذلك الذي نشر سلطانهُ في كل مكان فتقلدوا بهِ وحتم عليهم أن يمكثوا في كل بيت دخلوهُ إلى أن يرحلوا عن ذلك المكان، فكان يجب عليهم أن يؤَهّبوا أنفسهم لهذه الخدمة ويستعينوا بسلطان سيدهم للقيام بأعباء تلك الرسالة وأن يسلكوا بحسبها. وقد أُمروا أن ينفضوا غبار أرجلهم في كل مكان تُرفض بهِ تلك الرسالة شهادةً على ذلك الموضع الذي تكون حالتهُ أردأ من سدوم وعمورة في يوم الدين. فإنهُ يحسب رسالة التلاميذ هذه كالفرصة الأخيرة لإسرائيل ليتنبهوا أو يجزموا بمسألة حضور مسيحهم في وسطهم، وإن رفضوهُ فليس لهم بعد إلا الدينونة مثل سدوم وعمورة. معلوم من إنجيل لوقا أنهُ عاد وأرسل إليهم سبعين تلميذًا آخرين قبل صعودهِ إلى أورشليم في نهاية حياتهِ على الأرض ليكرزوا بالإنجيل، غير أن مبادئ خدمتهِ الواردة في إنجيل مرقس كانت الشهادة الأخيرة قبل قضائهِ على تلك الأُمة؛ فلذلك لا يوجد ذكر لرسالة السبعين كما في إنجيل لوقا. فتلك إنما كان الاستئناف الأخير المرفوع إلى ضمائر الشعب وقلوبهم لكي يقبلوا الرب ويتوبوا ويرجعوا إلى الله فينجوا من الدينونة الهائلة المحكوم بها عليهم وليعود منهم على الأقل بقية تؤثر بها كلمة الله الفعالة وتتمتع بجودة الله بالمسيح وتنال رجاء أفضل مما تستطيع الديانة اليهودية أن تعطيها.

فانطلق التلاميذ يكرزون للقوم بالتوبة. فما أعظم النعمة المعلنة ببشارة الإنجيل! فإن الله لا يمنحنا فقط التمتع بخلاصهِ ومحبتهِ، بل يستخدم أُناسًا كآلات لإبلاغ تلك المحبة. فكم يجب أن نُباركهُ لتنازلهِ بأن يستخدمنا لحمل شهادة محبتهِ الفائقة وحقهِ وإيصالهما إلى قلوب البشر أو على الأقل إلى مسامعهم لكي يُبلغهما هو نفسهُ بنعمتهِ إلى قلوبهم. فنسألهُ تعالى أن يجعلنا نختبر اختبارًا يقينًا قيمة هذه المحبة وان يُفعم قلوبنا منها إن كَرزنا حتى نُمَثل تلك النعمة الداعية البشر إليهِ تمثيلاً حقيقيًا. فعلى ذلك رافقت قوة الله التلاميذ فأخرجوا الشياطين وأبروا المرضى.

فائدة. قيل هنا: وأوصاهم أن لا يحملوا شيئًا للطريق غير عصا فقط، وأما في (مَتَّى 10:10) فيُقال: ولا عصا. فتوجد بحسب الظاهر مضادة بين العبارتين. كانت الرسالة واحدة، ولكنها قد ذُكرت باعتبار وجهين مختلفين فوجهها في مَتَّى هو أرسلهم من قِبل المَلك بعجل لينادوا بحضورهِ، فيعبر عن العجل واللجاجة بالعبارة ولا عصا. وأما القصد في مرقس فهو الكرازة بالتوبة وهي جزء من الخدمة المسيحية الاعتيادية. قابل مع رسالتهم المذكورة في آخر هذا الإنجيل (أصحاح 15:16، 20).

14 فَسَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ، لأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُورًا. وَقَالَ:«إِنَّ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ وَلِذلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». 15 قَالَ آخَرُونَ:«إِنَّهُ إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرُونَ:«إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاءِ». 16 وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ:«هذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!» 17 لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18 لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ:«لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ» 19 فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20 لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. 21 وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ، 22 دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: «مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ». 23 وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ «مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي». 24 فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا:«مَاذَا أَطْلُبُ؟» فَقَالَتْ:«رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». 25 فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً:«أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَق». 26 فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا. 27 فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سَيَّافًا وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. 28 فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَق وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا. 29 وَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ، جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ. (عدد 14-29).

ففي هذا الحين بلغت أنباء أعمال يسوع وقوتهِ مسامع المَلك فاضطرب ضميرهُ في داخلهِ؛ لأنهُ كان قد قتل يوحنا المعمدان، فهنا نرى بداءة تاريخ الحوادث الكاشفة مضادة القلب الإنساني لشهادة الله. ووضح بموت سابق المسيح العدوان الحق والنور الذي لا يزال من الآن فصاعدًا يشتدُّ ضد المسيح نفسهُ إلى أن ينتج موتهُ أيضًا، أما ضمير هيرودس الطبيعي فكان قد حملهُ على الإصغاء ليوحنا وأنشأ فيهِ الخوف من ذلك الرجل الصالح الأمين في توبيخهِ على أعمالهِ الشريرة فظلَّ زمانًا يحفظهُ من عدوان هيروديا، غير أن العواطف الطبيعية ليست بكافية لتضبط الإنسان الطبيعي وتُرجعهُ عن سيرهِ في مسالك المُهلك؛ لأن شهواتهِ وان كانت مضبوطة إلى حين فلابد أنها أخيرًا في وقت التجربة تقوى على مخاوفهِ الطبيعية وعلى اعتبارهِ لأهل التقوى وتذهب بهِ إلى العمل بموجبها. فما لبث حتى أهاجتهُ خمرة الشهوة والكبرياء الملكية فأمر بقتل ذلك النبي الفاضل. وما ذلك إلاَّ مثال مؤلم على خداع الذات. وذلك حين يتصور الإنسان نفسهُ قويًا وقادرًا على إظهار سلطتهِ فينكشف على الفور ضعفهُ وعبوديتهُ للشهوات، فهذا جميعهُ مما يبين مشيئة الله الذي يتمم مشوراتهِ رغمًا عن شرور البشر. وإن ضمح لهيرودس المَلك ولغيرهِ بأن يسلكوا في سبيلهم، فلابد انهُ تعالى يتخذ سبيلهُ هو فان عدوان القلب الإنساني لابد من ظهورهِ فيصير إدخال أمور أفضل جدًا بنعمة الله الفائقة بواسطة رفض يوحنا المعمدان ويسوع المسيح نفسهِ.

30 وَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا. 31 فَقَالَ لَهُمْ:«تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً». لأَنَّ الْقَادِمِينَ وَالذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ، وَلَمْ تَتَيَسَّرْ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلأَكْلِ. 32 فَمَضَوْا فِي السَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدِينَ. 33 فَرَآهُمُ الْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ، وَعَرَفَهُ كَثِيرُونَ. فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ الْمُدُنِ مُشَاةً، وَسَبَقُوهُمْ وَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ. 34 فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا. 35 وَبَعْدَ سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ مَضَى. 36 اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الضِّيَاعِ وَالْقُرَى حَوَالَيْنَا وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزًا، لأَنْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ». 37 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهُ:«أَنَمْضِي وَنَبْتَاعُ خُبْزًا بِمِئَتَيْ دِينَارٍ وَنُعْطِيَهُمْ لِيَأْكُلُوا؟» 38 فَقَالَ لَهُمْ:«كَمْ رَغِيفًا عِنْدَكُمُ؟ اذْهَبُوا وَانْظُرُوا». وَلَمَّا عَلِمُوا قَالُوا:«خَمْسَةٌ وَسَمَكَتَانِ». 39 فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ رِفَاقًا رِفَاقًا عَلَى الْعُشْبِ الأَخْضَرِ. 40 فَاتَّكَأُوا صُفُوفًا صُفُوفًا: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ. 41 فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ الأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ، وَقَسَّمَ السَّمَكَتَيْنِ لِلْجَمِيعِ، 42 فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. 43 ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوَّةً، وَمِنَ السَّمَكِ. 44 وَكَانَ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ الأَرْغِفَةِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ. (عدد 30-44).

فعاد التلاميذ وقصوا على يسوع كل ما فعلوهُ وعلَّموا بهِ، ذلك كان أمرًا طبيعيًا بأن يكونوا مفعمين مما جرى عن يدهم. أما يسوع فلم يقل شيئًا عن ذلك؛ لأن القوة عندهُ من الأمور الطبيعية التي كان معتادًا عليها فأراد أن ينفرد مع التلاميذ في مكان خلاء ليستريحوا قليلاً في العزلة. فيحسن بنا على الدوام، بل من واجباتنا نحن الضعفاء البائسون الغير القادرين على احتمال نتائج القوة الجارية بواسطتنا والمائلون لنسبتها لأنفسنا أن نعتزل أوقاتًا كثيرة في حضرة الله حيث نرى أنفسنا بالحقيقة، كما نحن وأن نتمتع بمحبتهِ في أمن مهما كانت البركات التي نحن حاصلون عليها في خدمتنا، بل كلما عظمت تلك البركات رأينا لزومًا لذلك. وذلك ما فعلهُ السيد برحمتهِ الفائقة نحو خاصتهِ.

غير أن محبة الله لا تجد راحة في هذا العالم ولا تكف عن العمل، فالإنسان لا يجد محبة حقيقية في القلوب البشرية ولا يعرف ينبوع المحبة الذي في قلب الرب فكأنه يخاف أن يتعب الرب ولا يُريد أن يستمد منهُ كل ما يلزم لسد احتياجات المحتاجين. ونرى هنا مثالاً لذلك إذ تقدم إليهِ تلاميذهُ قائلين الموضع خلاء والوقت مضى أصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزًا؛ لأن ليس عندهم ما يأكلون. أما المحبة الإلهية فلن ترفض الاهتمام بحاجات الإنسان فعرف القوم بوجود يسوع في ذلك المكان فبادروا من كل مدينة وخرجوا من عزلتهم ووافوا يسوع، فلما رأى ذلك الجمع العظيم تحنَّن عليهم؛ لأنهم كانوا كخراف لا راعي لها. فشرع يُعلَّمهم. تلك هي حاجة الشعب المتروك من رُعاتهِ الأولى الحقيقية. ومازال السيد مُهتمًا بحاجة شعبهِ الجائع، فأراد التلاميذ أن يصرفوا الجموع أما يسوع فشاء أن يَقوتهم. فلهذه الآية دلالة خطيرة بنفسها بالنظر لمحل إيرادها في هذا الإنجيل. فإن يهوه هو راعي إسرائيل الحقيقي وكان حاضرًا هنالك بشخص يسوع ذلك الذي كان بالحقيقة مرفوضًا، على أن شفقتهُ ومحبتهُ لم تضعفنا أو نقلا بعدم شكر الشعب وكنودهم.

فقد أظهر أنهُ يهوه بالحقيقة بإتمام ما تنبئ عنهُ في (مزمور 15:133) «أتى اشبع مساكنها خبزًا». فهذا المزمور يُنبئ عن زمان المسيح الذي سيتم في الأيام الأخيرة، غير أن مُكملهُ كان حاضرًا، وإن كان قد رفض فقد برهن على أن يهوه افتقد شعبهُ بإشباع البائسين خبزًا، على انهُ كان قد أنبأ بأن ابن الإنسان سوف يُقتل وأن الشعب لا يقبلون مخلصهم وإلههم، لكنهُ مع كل ذلك لم يغادر محبتهُ. فإذا كان القوم لا يُريدون يهوه فهو يريدهم ويهتم بهم. فقد أعطى بذلك شهادة خطيرة على محبتهُ لأتكل، بل تفوق جهالة الإنسان وحمقهِ. فالمجد والسجود لأسمهِ على هذه المحبة. ذلك مما يؤيد استنادنا على فضلهِ الغير المتناهي حتى لا يسمح لنا بالسقوط في ورطة الإهمال، بل يُعَضدنا في ضعفنا؛ لأن محبتهُ أعظم من قصورنا وذلنا فهذا مما يحملنا على تأدية السجود لصبرهِ العجيب.

ثم أننا نرى في هذه الآية حقًا آخر خطيرًا وهو، أن السيد لم يقل: أنا أُعطيهم ليأكلوا، بل أعطوهم أنتم ليأكلوا. فإنهُ أراد أن يعرف تلاميذهُ حقيقة استخدام قوتهِ لخير الآخرين لكي يعلموا كيف يستعملوها بالإيمان. فيا لسمو هذا الفكر! وهو أن الإيمان الحقيقي يستخدم قوة يهوه في أحوالٍ تُبين أن محبتهُ تفوق عدم أمانتنا وقصورنا. فما أهم هذا الحق، وما أرفعهُ لمن تأمل به بأن يسوع صورة هذه المحبة المتجسدة يعلن أفضلية نعمة الله وعلوها عن خطايانا! ولكن الله بين محبتهُ لنا؛ لأنهُ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فموتهُ هو البرهان القاطع لمحبتهِ، غير أن ما وضح في موتهِ يصبح أيضًا على حياتهِ فالإيمان يستند إذًا على أمانة محبتهِ التي لا تُستقصى ويستعمل القوة المُكملة في الضعف. أما نظر التلاميذ الجسدي فلا ينظر إلا الوسائط الجسدية ولا يُعاين محبة الله وسلطانهُ، بل يرى الأشياء المنظورة فقط، لكنَّ السيد أعطى طعامًا للجموع الجائعة وأوضح بذلك أنهُ إله إسرائيل ومُخلصهُ.

45 وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى الْعَبْرِ، إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ الْجَمْعَ. 46 وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. 47 وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ. 48 وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ. وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ. 49 فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا. 50 لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ:«ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 51 فَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى السَّفِينَةِ فَسَكَنَتِ الرِّيحُ، فَبُهِتُوا وَتَعَجَّبُوا فِي أَنْفُسِهِمْ جِدًّا إِلَى الْغَايَةِ، 52 لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً. 53 فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا. 54 وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ عَرَفُوهُ. 55 فَطَافُوا جَمِيعَ تِلْكَ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ، وَابْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى عَلَى أَسِرَّةٍ إِلَى حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّهُ هُنَاكَ. 56 وَحَيْثُمَا دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ، وَضَعُوا الْمَرْضَى فِي الأَسْوَاقِ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ. (عدد 45-56).

الحادثة المذكورة هنا تصور حالة المؤمنين بعد رفض الرب وهم مضطربون على بحر هذا العالم، ثم الترحيب الذي يصادفهُ الرب في ختام تاريخ العالم الذي قد رفضهُ حين يأتي إليهِ ثانيةٍ. فألزم يسوع تلاميذهُ بالذهاب وحدهم وصرف الجموع وبعد انصرافهم انطلق إلى الجبل ليُصلي، وهذا مَثل تلميح إلى ما حصل عند انتهاء خدمتهِ لإسرائيل ورَفضهم إياهُ فإنهُ صرفهم في عدم إيمانهم وصعد إلى السماء ليشفع في الذين آمنوا بهِ بينما هم يتخبطون في أحوال الحياة كما في أمواج الأبحار الهائجة، ومادام هو هناك ونحن هنا تكون الريح مضادة ونحن نتعب في الجذف وتتقاذفنا الأنواء والمصاعب والهموم، ونرى كأنه قد تركنا، لكنهُ يشفع فينا على الدوام ويحصل لنا رحمة ونعمة في حين الحاجة. أما إسرائيل فقد صُرف وتبدد في مدة إقامة الكنيسة على الأرض.

فحادثة وجود التلاميذ على البحر تمثيل أيضًا البقية اليهودية التي قد أصبحت بالحقيقة الكنيسة بعد يوم الخمسين، غير أنها تُعتَبر في هذا المكان بصفة البقية الإسرائيلية فقط. لا يُخفى أن مدة غيابهِ كلها محسوبة ليلاً لهذا العالم المُظلم ولا نزال في حالة لا يوجد فرق بيننا نحن المؤمنين المسيحيين قبل الاختطاف وبين الأتقياء اليهود بعد ذلك، غير أننا ننتظرهُ كوكب الصبح المنير ليأخذنا لملاقاتهِ، وأما أولئك فينتظرون أن يأتيهم حيث هم. ولكن الحادثة المذكورة هنا تفيدنا روحيًا في جميع الأحوال المضطربة بحيث أن يسوع أدرك السفينة ماشيًا على البحر فإنهُ يستطيع أن يمشي بسكون على أحوال وظروف تُنشئ لنا اضطرابًا جسيمًا. فجزع التلاميذ، لكنهُ بادر لتعزيتهم وأكد أنهُ هو نفسهُ خليلهم ومُخلصهم العزيز فهذا الأمر نفسهُ يحدث في انقضاء الأزمنة، فإن يسوع سيظهر متعاليًا على كل الأحوال المُسببة لتلاميذهِ انزعاجًا وقلقًا ويُسكن لهم الرياح المضادة ويُبكم الأمواج المتلاطمة كما عمل لما مشى مع تلاميذهِ على الأرض في أيام جسدهِ.

ثم نرى أنهُ بعد انضمام الرب إلى تلاميذهِ المضطربين صار لهُ قبول عند سكان أرض جنيسارت التي كانت قد رفضتهُ قبل (أصحاح 17:5)، وهي بمثابة هذا العالم الذي قد رفض الرب مرة، ولكنهُ سيقبلهُ عند إقبالهِ إليهِ بصفات مجدهِ؛ لأنهُ سيملأهُ بركة وفرحًا بعد سكب ضرباتهِ عليهِ لأجل تنقيتهُ ويكون لهُ القبول منهُ بدل الرفض. هذا مما تفيدنا هذه الحادثة على سبيل الرمز، ولكن في الوقت الحاضر تحتاج خصوصًا إلى ما تفيدنا من جهة مرورنا في الظروف المُتعَبة ونحن حاملون الصليب وراء السيد المرفوض.

فهل قلوبكم متأهبة لقبول هذا التعليم؟ أتَعلَّمتم أن حمل الصليب إنما هو مقام المسيحي الحقيقي ونصيبهُ، وأنهُ هو السبيل الذي قادنا إليهِ يسوع؟  فإذا رُمنا أن نسير على هذه الكيفية افتقرنا لشخص يستطيع أن يسود على قلوبنا ويملك محبتنا وعواطفنا ويُثبتها على ما هو تلقاءنا ويقودنا إلى الأمام. وما ذلك إلا يسوع الذي أحبنا وأسلم نفسهُ إلى الصليب لأجلنا، وهو الآن في المجد ويقودنا نحوهُ ويُرينا ما هي طريق الصليب لكي نكون معهُ ومثلهُ سالكين في السبيل نفسهُ الذي سار فيهِ بمحبتهِ لأجلنا. فقد قال لهُ المجد: إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي.

8 7 6 5 4 3 2 1 المُقدمة
16 15 14 13 12 11 10 9

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة